إختصاصيون:
إذا لاحظت الأم أن طفلها لا يعرف كيف يدافع عن نفسه ويخاف من مواجهة من يؤذونه، فإنه حان الوقت لتشرح فيه لطفلها أن لكل قاعدة إستثناء
قلق الأم طبيعي ولكن في إمكانها أن تساعد طفلها في الخروج من قوقعته وتعزز ثقته بنفسه لمواجهة كل الصعاب وحده سواء في المدرسة أو مع الأصدقاء أو مع أخوته
تقلق الأم من أن يصبح طفلها ذا شخصية خاضعة دائمًا لأنه لا يتمتع بشخصية القائد الذي لا يجرؤ أحد على مشاكسته، بل هو الضحية التي تمشي إلى جانب الحائط كي لا يتصادم مع الآخرين، و لا يعرف كيف يدافع عن نفسه من الاعتداء الكلامي أو الجسدي.
وبحسب الإختصاصيين أن قلق الأم طبيعي ولكن في إمكانها أن تساعد طفلها في الخروج من قوقعته وتعزز ثقته بنفسه لمواجهة كل الصعاب وحده سواء في المدرسة أو مع الأصدقاء أو مع أخوته.
مواجهة زعيم شلّة
في ساعة الفسحة يشكّل الطفل المهذب جدًا ضحيّة سهلة لشلة التلامذة المتنمّرين. ففي الصف يستعين الأطفال المشاكسون بحاستهم السادسة ليتبيّنوا مَن التلميذ الذي سيكون ضحيتهم في الملعب. فهم يراقبون التلميذ الذي يبدو عليه أنه من النوع المسالم الذي يتجنب الصدام، وتُظهر نظراته بأنه غير واثق بنفسه، وعن غير قصد يبعث برسالة أنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه. وتسأل الأم لمَ كل هذه السلبية في السلوك؟ يجيب الاختصاصيون ربما لأنه يشعر بأنه عاجز عن السيطرة خلال الشجار وإظهار عدوانيته في مواجهة الأمور، فهذا الموقف لا يشبه الثقافة العائلية، ففي المنزل يتعلّم أن يكون مهذبًا مع الآخرين، ويعبّر عن غضبه بالكلام لا بالضرب. فيستنتج أن عليه تجنب الصراع ولو كان الثمن قبول الاعتداء عليه دون أن يحاول الدفاع عن نفسه.
كيف يمكن مساعدته؟
يرى الاختصاصيون أنه إذا لاحظت الأم أن طفلها لا يعرف كيف يدافع عن نفسه ويخاف من مواجهة من يؤذونه، فإنه حان الوقت لتشرح فيه لطفلها أن لكل قاعدة إستثناء. فتقول له: «الأشخاص الذين لا يحترمون الآخرين ويعتدون عليهم، علينا أن نضع لهم حدًا وندافع عن أنفسنا بكل الوسائل المتاحة». ولكن هذا لا يعني أن يصبح الطفل المهذب نفسه شريرًا أو مشاكسًا. بل الدفاع عن النفس في هذه الحالة هو حق مشروع، فعندما يشاكسه طفل متنمّر، عليه أن ينظر مباشرة إلى عينيه ويحدّق إليهما ويتحدث إليه بصوت حازم قائلاً له:« لا أسمح لك بأن تتخطى حدودك معي»، مما يجعل هذا المتنمّر يتراجع عن موقفه العدواني. وهذه الطريقة فيالدفاع عن النفس تنجح في أغلب الأحيان.
ولكن على الأم أن تعلم طفلها أيضًا كيف عليه أن يكون ثابتًا في موقفه الدفاعي بثقة وحزم حتى يتراجع المتنمّر عن موقفه الذي قد يبدي عدم اكتراثه في البداية أو يظهر أنه لا يأخذ تحذير الطفل المُعتدى عليه على محمل الجد. فتعليم الطفل غير الواثق بنفسه هذه التقنية ونجاحه في تطبيقها يشعره بالفخر وشيئًا فشيئًا يتراجع المتنمّر عن موقفه العدواني.