تلك الجملة تتداول كثيراً بين الناس وفى مواقف عديدة
هذا طالب يحاول النجاح فى عامه الدراسى كل من حوله يرددون
من جد وجد ومن زرع حصد
يشدون من أزره لكى يواصل المذاكرة بكل همه ونشاط وفى داخله يقتنع أنه كلما يزرع تركيز و فهم وأجتهاد و مراجعة وحفظ سوف يجنى حصاد ما زرع فى نهاية العام وهو النجاح والتفوق
ونرى شخص أخر يمارس الرياضة إى كان نوعها فهو أيضاً يزرع لكى يجنى ويحصد ما زرع أنه يزرع تدريب مستمر وتنمية لمهاراته فى الرياضة التى يلعبها وفى النهاية هو يحصد على قدر ما زرع من مجهود
كل مخلوق فى هذا الكون يزرع ليحصد ويجنى محصوله لا تتعجبون يا أخوة سوف أضرب امثلة سريعة
(¯(¯ المحامى ¯)¯)
يزرع جهد كبير فى مراجعة القوانين ومواده ويتنقل بين الكتب القانونيه لماذا لكى يحصد قضايا رابحه ويصل للشهرة المطلوبة
(¯(¯ المهندس ¯)¯)
يزرع التطوير من نفسه ومهاراته فى مجال تخصصه لماذا ليحصد شهرة بين أقرانه ويخدم نفسه وبلده
(¯(¯الدكتور ¯)¯)
يزرع أجتهاد لا مثيل له فى متابعة أخر التطورات العلميه فى مجال تخصصه ويتابع أحدث الطرق العلاجية أيضاً بل ويطير هنا وهناك لحضور المؤتمرات العلميه لماذا ليحصد المجد والشهرة ويخدم مرضاه
كل فئات المجتمع تزرع لتحصد بلا أستثناء وبلا تمييز
الكبير والصغير الفقير والغنى الكل يزرع ليحصد
دائماً ما نسمع أن الأرض تطرح ما يزرع فيها من خيرات فلو قمنا بزراعه شجرة من التفاح فلن تطرح لنا محصول من البرتقال وأن زرعنا صبار فلن يطرح لنا مانجو
أذا نحن نحصد ما نزرع دائما اليس كذلك
ومن وجهة نظر الكثيرين أننا دائماً نحصد ما قمنا بزراعته ولا يمكن أن نحصد غيره
فلكل مجتهد نصيب
ولكننى أختلف معكم أختلافاً كلياً
لأنه وبكل بساطة هناك من يزرع ولا يحصد هناك من يزرع ولا يجد ثمرة جهده وتعبه ليجنيها
بل أنه زرع بيد الخير ولكنه لم يجنى خير فى النهايه بل أنه فى يوم الحصاد جنى الم وحسرة ومرار
لا تتعجبوا أيها السادة
فالموضوع من هنا يبدء وكل ما ورد كان مقدمة
هناك من يزرع ولا يجنى
لأن هذا الزرع شيطانى ملعون أبد الدهر
صرخات وصرخات تدوى لتصم الأذان أنين وأهات مكبوته فى الصدور الم وحسرة ومرارة فى الحلوق
أباء وأمهات ملقى بهم فى غياهب دار المسنين أبتسامات زائفه على الوجوه و قلوب يعتصرها الألم والحسرة من يشعر بتلك الألام من يشعر بذلك الأنين الصارخ فى قلوبهم المحسورة
أين زرعهم اللذين زرعوه طيله عمرهم كانوا ينتظرون الحصاد الجميل ولكنهم لم يحصدوا سوى الأشواك التى أدمت قلوبهم
دعونا ننظر يا سادة إلى هذا الأب
منذ صغرك وهو يسعى ويجد ويعرق ويتعب لكى يوفر لك طعامك يمسك بيدك وانت تحبو يلمس أناملك الواهنه حملك مئات المرات على رجليه حينما كنت تمرض يجرى يميناً ويساراً ليوفر لك مصاريف الطبيب والعلاج أن لم يملك المال بذل كل ما يستطيع حتى يوفره حتى وأن أغرقته الديون
وحينما أشتد عودك أدخلك المدرسة وأنفق عليك الكثير من ملبس لمأكل لمشرب لكتب وأوارق أقلام الوان كل شىء يحاول توفيره لك قدر المستطاع
هذا الأب يزرع طيله عمره من وقت ولادتك وإلى أن وهن جسده وحطمه الزمن ورسم على وجهه تعاريجه وأبيض شعره
فى تلك الأثناء هو ينتظر أن يحصد الراحه والحنان والعطف من أولاده كما كان يعطف ويحنو عليهم فى صغرهم هو يحتاج للتكريم والأهتمام هو ينتظر هذا الحصاد وكان حصاده ؟
والأن ننتقل إلى المدرسة الكبرى الأم
حملتك فى بطنها طيلة تسعة أشهر تحملت الكثير والكثير وأنت لم تخرج إلى الدنيا بعد ولم ترى عينيك النور وحينما جاء ميعاد مشاهدة عيناك النور كان المها لا يطاق كل لحظه تمر كالدهر والم هذه الأم يزداد
آآآآآآه أيها الجاحدون لو تعلمون أنكم لو جلستم الدهر تحت أقدامها لن توفون لحظه واحده من ألمها
تحملك بين ذراعيها وتطعمك وتحتويك بحنانها وعطفها توقظها فى منتصف الليل ولا تمل مطلقاً من أزعاجك المستمر بل تحملك حتى تنام فنومها أرتبط بنومك وحياتها تدور من حولك
أن هذه الأم العظيمة تقدم الكثير أكثر مما يتخيل إى شخص المنزل كمثال من يقوم على نظافته وترتيبه اليست هى ملابسكم حينما تبدلونها من يقوم بغسيلها وكيها اليست هى من يطهى لكم الطعام طيلة حياتكم اليست هى
من يسهر على راحتكم وأنتم مرضى ومن يسهر على راحتكم وأنتم تدرسون ومن يسهر على راحتكم وانتم تعملون اليست هذه الأم العظيمة
هذه الأم العظيمة تزرع من قبل ولادتك وإلى أن تتهالك صحتها وتضعف قواها ويصاب جسدها بالوهن
فى تلك الأثناء هى تنتظر أن تحصد الراحه والعطف والأهتمام كما كانت تعطف وتحنو عليكم فى صغركم هى تحتاج للتكريم والأهتمام هى تنتظر هذا الحصاد فماذا حصدت ؟
أيها السادة المحترمين ما ورد أقل بكثيــــــــــــــــــــــر مما يبذله الأباء والأمهات فمهما كتبت لن أوفيهم حقهم مطلقاً
أيها الجاحدون الغافلون هل تعلمون أنكم فى النهاية ستقفون بين يدى الله
أيها الجاحدون للوالدين
أتعلمون أنكم كفيتم جميع صور العقوق لهم ودعونى أطرح منها القليل
الم تزرف أعينهم الدموع بسببكم هذا عقوق أيها الغافلون الم تنهرونهم بالقول والفعل هذا عقوق أيها الجاحدون الم تديروا وجوهكم من حديثهم وتتذمرون هذا عقوق أيها الغافلون الم يتمنى أحدكم موتهم حتى يرتاح منهم حسب أعتقاده أيها العاقون الم ترفعوا أصواتكم عليهم بل ونسيتم أنفسكم وأصدرتم لهم الأوامر هذا عقوق الم تقدمون الولاء للزوجة على حسابهم هذا عقوق
اليكم كلمتى أيها الغافلون الجاحدون
أن ذهب الزوج يأتى غيره وأن ذهبت الزوجه يأتى غيرها ولكن أن ذهب الأب أو الأم فلن يأتى بعدهم أحد
الأسلام العظيم يحث على تكريم الوالدين مهما حدث منهما تمعنوا أيها الغافلون لتلك الآية العظيمة من كتاب الله
هذا أن كان الوالدين يقومون بأجباركم على الأشراك بالله يأمر رب الكون أن تصاحبوهما فى الدنيا معروفاً وهذا ما لا يقوم به من القيتوا بهم فى دار المسنين فلم يجبروكم على الأشراك بالله
تمعن أيها الغافل فأقسم بفاطر السماوات والأرض أنكم لخاسرون أخرتكم أن لم تستفيقوا من غفلتكم تلك
قال سيد الخلق رسولنا الكريم صلوات ربى وسلامه عليه
جاء أعرابى إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما الكبائر قال الإشراك بالله قال ثم ماذا قال ثم عقوق الوالدين قال ثم ماذا قال اليمين الغموس قلت وما اليمين الغموس قال الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب صحيح البخارى خلاصة الدرجة صحيح
أنتم تقترفون الكبائر وهذا قول سيد الخلق فلا حديث ولا جدال ولا قيل أو قال
بل والأدهى أن الله لن ينظر اليكم ولن تدخلون الجنة أسمعوا ماذا يقول حبيبنا وشفيعنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة العاق لوالديه والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال و الديوث و ثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه و المدمن الخمر و المنان بما أعطى صحيح الجامع الألبانى خلاصة الدرجة صحيح
تمعنوا أيها العاقون وتعلموا كيف يكون البر بالوالدين فى الكبر عضوا نواجزكم حسرة والم على ما فات منكم أزرفوا الدم من عيونكم لعل هذا يخفف من الألم داخل قلوب والديكم
أنظروا كيف يبر هذا الرجل والدته ويحملها على ظهره بارك الله فيك ورزقك الفردوس الأعلى
وهذه صورة أخرى من مكان أخر
بارك الله فيك وأحسن اليك وبارك لك فى جسدك وصحتك ووهبك القوة لتحمل خير الناس اليك بعد رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه
أنظروا أيها العاقون كيف يحمل وجهه الأبتسامه وهو يحمل أباه أين دمائكم هربت وحل محلها الجليد والبرود أين مبادىء الدين فى حياتكم حتى تقذفون بهم فى دار المسنين وفى الطرقات
هكذا أنتم فى صغركم
ولابد ورغماً عنكم تعاملونهم هكذا فى كبرهم تقبلون أقدامهم فلا عيب فى ذلك
نداء من القلب لكل عاق لوالديه
بالله عليكم أستفيقوا من غفلتكم التى ستحرق الأخضر واليابس وسارعوا بالتوبه واخرجوا من تحملوا من أجلكم الكثير من عانوا فى شبابهم من أجلكم من حرموا أنفسهم من أجلكم
بالله عليكم لا يكون هذا هو الجزاء والحصاد اللذى يحصدونه فى نهاية عمرهم