قال الله تعالى وسارعوا إلى مغفرة من ربكم أي بادروا بالطاعة والقرب إلى ربكم وجنة عرضها السموات والأرض
وعن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة واستقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار أمر الله تعالى جبريل أن يحضر الأولياء في مقعد صدق أي في مجلس حق فيأتي أهل الجنان والأولياء في مقاصيرهم فينادى الأولياء فيخرجون من قصورهم فيقول الله تعالى ما يريدون فيقولون نريد وعدك من رؤيتك مع لذيذ كلامك أنت وعدتنا بذلك فيناديهم يا معشر الأولياء والأحباب ها أنا رب الأرباب فإذا شاهدوا وجهه الكريم خروا له سجدا فيقول ارفعوا رؤوسكم وانظروا إلى حبيبكم فليس هذا يوم نصب أي تعب أنتم أحبتي وهذه جنتي ثم توضع لهم المائدة من أصناف الجوهر قد حفت بهم الولدان فهم يأكلون وإلى وجه الحبيب ينظرون ثم يقول قائل منهم هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه مولانا قد كنت وعدتنا في كتابك أن تسقينا أنت فيقول صدق وليي اشرب هنيئا مريئا فما يشعر إلا والكأس على فمه وتتبادر الكاسات إلى أفواه الأولياء من تحت أذيال العرش بلا واسطة ثم يقول الله تعالى أحبابي ما تحبون مني فيقولون صوت داود فيقول الله تعالى يا داود اتل على الأولياء كلامي فيقول داود بسم الله الرحمن الرحيم إن المتقين في مكان أمين في جنات وعيون يلبسون من سندس خضر واستبرق متقابلين فيطوفون وفي وراية فيطيرون مائتي عام ثم يقول الله تعالى أتحبون كلامي مني فيقولون نعم جل جلالك فيقول أنا الرحمن الرحيم علم القرآن فيتيهون في الملكوت ألف عام وتقدم أن سورة الرحمن عروس القرآن عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يبعث الله جبريل إلى غرفة من غرف الجنة فينادي بأعلى صوته يا أهل السعادة يا أهل الكرامة السلام يقرئكم السلام ويأمركم أن تزوروه فيستوون على الخيل كالبرق وعلى نجائب من ياقوت حتى يلتقوا بالجبار جل جلالة فيقول مرحبا بزواري ورفدي وجيراني في جنتي أسوقهم فيؤدي أسفلهم درجة بتسعين ألف إبريق في كل إبريق لون من الشراب وطعم ليس في الآخر يسقط أعلاهم بسبعمائة ألف إبريق مع سبعمائة ألف غلام ثم يقول الجبار جل جلاله فيقول مرحبا بزواري ووفدي وجيراني في جنتي أسوقهم فيؤتى الملك سبعين حلة ثم يقول مرحبا بزواري ووفدي طيبوهم فتفوح رائحة من تحت العرش يقال لها المنيرة فيهطل عليهم المسك شبه الندى ثم يقول مرحبا بزواري ووفدي وعزتي وجلالي ما خلقت الجنة إلا لأجلكم فيكشف الحجاب فينظرون إليه جل جلاله وما رأيته في نعيم الجنة أنهم إذا استقروا في الجنة يرسل الله إلى كل واحد تفاحة مع ملك فيأخذها فيرى فيها جارية وكتاب من العزيز الحكيم قد اشتقت إليك فزرني فيركب الرجال على خيل من ياقوتة حمراء لكل فرص جناحان من فضة وجناحان من ذهب ويركب النساء على الهوادج فتسير الرجال إلى محمد صلى الله عليه وسلم وتسير النساء إلى فاطمة وقد جعلهن الله عربا أي عاشقات لأزواجهن أترابا أي على سن واحدة ثلاث وثلاثين كسن عيسى عليه السلام فأجلها على سن عيسى وطول آدم وهو ستون ذراعا في سبعة أذرع وعلى حسن يوسف وعلى خلق محمد وعلى صوت داود فتنزل النساء في إيوان من درة بيضاء عند فاطمة والرجال في ميدان من مسك فيه كراسي من الذهب وبين النساء والرجال حجاب من نور فيسلم الحق جل جلاله على الرجال واحدا بعد واحد ويسلم على النساء كذلك ويقول مرحبا بعبادي وأوليائي فيضيفوهم ثم يقول يا ملائكتي أطربوهم فتأتيهم الملائكة بمغاني الجنة وهم الحور العين فيتواجدون من الطرب فإذا أفاقوا قالوا ربنا نحب أن نسمع كلامك فقال يا داود أسمعهم كلامي فيرقى على منبره ويقرأ الزبور فيتواجدون عن الطرب فإذا أفاقوا قال يا عبادي هل سمعتم صوتا أطيب من هذا فيقولون لا يا ربنا فيقول وعزتي وجلالي لأسمعنكم أطيب منه يا محمد قم وارق واقرأ سورة طه ويس فيزيد في صوت محمد في الحسن على صوت داود سبعين ضعفا فيتواجدون من الطرب وتهتز الكراسي من تحتهم فإذا أفاقوا قال يا عبادي هل سمعتم صوتا أطيب من هذا فيقولون لا يا ربنا فيقول وعزتي وجلالي لأسمعنكم أطيب منه فيتكلم سبحانه وتعالى في سورة الأنعام فيطرب القوم فتتمايل الأشجار والقصور ويهتز العرش فيكشف الحجاب عن وجهه جل جلاله ويقول يا عبادي من أنا فيقولون ربنا فيقول أنا السلام وأنتم المسلمون ثم يقول يا ملائكتي قدموا لهم نجائب غير النجب التي قدموا عليها فيركب الرجال على خيل بلق أجنحتها خضر والنساء على نجائب أقتابها من ذهب ثم يدخلون سوق المعرفة فيسأل بعضهم بعضا أين أنت يا فلان فيقال مسكني الفردوس ويقول الآخر أنا في جنة عدن ويقول الآخر أنا في جنة الخلد ويقول الآخر أنا في جنة المأوى على اختلاف درجتهم... وأول الجنان دار الجلال من اللؤلؤ الأبيض وثانيها دار السلام من ياقوت أحمر ثالثها جنة المأوى من زبرجد أخضر ورابعها جنة الخلد من مرجان أصفر وخامسها جنة النعيم من فضة بيضاء وسادسها جنة من ذهب أحمر وسابعها جنة عدن من در أبيض وثامنها دار القرار... لطيفة: عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم خلق الله جنة عدن بيده لبنة من درة بيضاء ولبنة من ياقوتة حمراء ولبنة من زبرجدة خضراء حيطانها مسك وحشيشها زعفران وحصباؤها اللؤلؤ وترابها من العنبر ثم قال لها انطقي فقالت قد أفلح المؤمنون فقال وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل وقال ابن عباس رضي الله عنهما وإن في الجنة شجرة ثمرها كأنه الرمان فإذا أراد ولي الله الكسوة انحدرت من غصنها فانفلقت عن اثنين وسبعين حلة ألوانا بعد ألوان ثم تنطبق فترجع كما كانت قال في روضة الحقائق جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله في الجنة سماع فسكت حتى جاء جبريل فقال أين السائل فقال ها أنا يا رسول الله فقال إن في الجنة لمدينة لها حافتان من لؤلؤ حمراء يسير الراكب فيها سبعين عاما فيها حور أبكارا مد علمن القرآن فإذا أراد أهل الجنة أن يتلذذوا ركبوا دوابهم الراكب على فرس من ياقوتة حمراء ومنهم الراكب على نجيبة من زمردة خضراء فإذا أتوا المدينة نزلوا عن دوابهم فتوضع لهم منابر من نور ويصطف الجواري بين أيديهم يقرءون القرآن بأصوات لم يسمع السامعون مثلها فقال الأعرابي هل أنت مزوجني واحدة منهن إذا أطعتك قال على أن أزوجك باثنتين وسبعين زوجة فقال لا أعصيك أبدا قال ابن عباس رضي الله عنهما قصور الجنة عدد نجوم السماء ونهارها عدد نجوم السماء فيها نهر يقال له نهر الرحمة يجري في جميع الجنان وفي تذكرة القرطبي يعرفون الصباح برفع الحجاب والمساء بإرخائه وأوقات الصلاة بالتهليل والتكبير ويعرفون يوم الجمعة بالزيارة لله تعالى ويعرفون الشهر بالهدايا والتحف تأتيهم الملائكة بها من الله تعالى في رأس كل شهر ويعرفون العام بقول الملائكة لهم إن الله تعالى يدعوكم للطعام فهو لهم عيد من العام للعام ويزوجون من الحور العين في ذلك اليوم وذكر القرطبي في سورة الواقعة عن خالد بن الوليد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الرجل من أهل الجنة ليمسك التفاحة من تفاح الجنة فتتعلق في يده فتخرج منها حوراء لو نظرت للشمس لأخجاتها من حسنها ولا تنقص التفاحة فقال رجل يا أبا سليمان إن هذا العجب لا ينقص من التفاحة شيء قال نعم كالسراج إذا أخذت منه سرج كثيرة لم ينقص منه شيء وقال ابن عباس رضي الله عنهما خلق الله الحور من أصابع رجليها إلى ركبتيها من الزعفران ومن ركبتيها إلى ثدييها من المسك ومن ثدييها إلى عنقها من العنبر ومن عنقها إلى رأسا من الكافور الأبيض وشعرها من القرنفل عليها سبعون حلة مثل شقائق النعمان