اولا: عيون يحبها الله
1- عيون تحرس في سبيل الله
ما أجمل أن تسهر عيون مخلصة للحراسة في سبيل الله حفاظا على الأمة رجالا ونساء
أصحاب هذه العيون لا يرجون الأجر إلا من الله وحده ولذلك يمدحهم الرسول صلى الله عليه وسلم
في حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله . الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1639
خلاصة حكم المحدث: حسن
2- عيون تدمع من خشية الله
في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل له إلا ظله:
رجلا ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" : أي خوفا مما جناه واقترفه من المخالفات والذنوب ..وربما شوقا إليه وإلى لقائه جل جلاله.
قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه :لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار
وقال مالك بن دينار :البكاء على الخطيئة يحط الذنوب كما يحط الريح الورق اليابس .
وما أجمل أن تنحدر دموع الباكين من خشية الله إما خشية منه سبحانه وتعالى فهو المتصف بصفات الجلال (الجبار –القهار- المنتقم –المذل-العزيز ..), وإما تنهال الدموع حين يستشعر صاحبها أن الله يسامح ويغفر ويتوب مع كثرة معاصينا فهو سبحانه المتصف بصفات الجمال (الرحيم –الرحمن- الرؤف- الغفور- العفو- التواب .....)
فسبحان من يتصف بالجلال والجمال
3- عيون تكف عن محارم الله
أي العيون التي تكف عن النظر لما حرم الله تعالى لأن صاحب هذه العيون يعلم مدى حرمة النظر
لما حرم الله تعالى فيغض عن محارم غير حتى يغض غيره عن محارمه :"قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" .
كل الحــوادث مبدؤها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بــلا قوس ولا وتر والعبــد ما دام ذا عيـن يقلبها في أعين الغيد موقوف على خطر يســــــر ناظـــره ما ضر خاطره لا مرحبا بسرور عاد بالضــــــــــرر
4- عيون تتامل في خلق الله
فهي تتقلب في السماء بشمسها وقمرها ونجومها وغيومها وصفائها وظلامها بالليل وضيائها في النهار..... وتتأمل في الفضاء الطيور والطائرات كيف يحملها الهواء .... وتتأمل في البحر وما فيها والأرض وما عليها والإنسان وتكوينه :
(سَنُرِيهِمْ ءاياتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْأَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍشَهِيدٌ(53) أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُبِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ(54)).سورة فصلت
{ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ 12} سورة النحل
5- عيون تنظر في كتاب الله
{ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَامَعَ الشَّاهِدِينَ 83}سورة المائدة
ما أجمل النظر في كتاب الله لتلاوة الآيات بتمعن وتدبر فترق القلوب, وتحن لرحمة الله, وما عنده من الخير الذي أعده الله في جنات النعيم متعنا الله والموحدين جميعا بنعيم الجنان, وكذلك هذه العيون عندما تقع على آيات العذاب فتوجل معها القلوب من خشية الله ومما أعده الله من صنوف العذاب في النار أعاذنا الله والموحدين أجمعين من عذاب النيران
6- عيون تنظر للفقراء برحمة
إن أصحاب القلوب الرقيقة يكونون بفضل الله ذوي عيون بها الرحمة حتى من خلال النظرات الرحيمة التي تبعث الطمأنينة في نفس من يتلقى هذه النظرات بعيدا عن القسوة والجفاء وكثيرا ما تدمع هذه العيون رحمة ورقة لحال أهل الفقر والحاجة .
ويقول أحد الشعراء: من روائع الحكمة
إن أنت لم ترحم المسكين إن عدما ---- ولا الفقير إذ يشكو لك العدما
فكيف ترجو من الرحمن رحمته ----- وإنما يرحم الرحمن من رحما
ثانيا: عيون يبغضها الله
1- عيون لا تغض عن محارم الله
في حديث النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا علي بن أبي طالب : (يا علي! لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى و ليست لك الآخرة) رواه الإمام أحمد وأبو داود
":والنظرة سهم من سهام إبليس مسموم"
"عفوا تعف نسائكم"
2- عيون المتكبر
المتكبر شخص يرى انه فوق الناس جميعا عندما يمشي المتكبر ينظر إلى الأعلى فلا هم له إلا من هم أعلى منه ولا يعير اهتماماً لمن معه أو دونه إن المتكبر مثل رجل فوق جبل يرى الناس صغارا ويرونه صغيرا
يقول سيدنا علي لمن يتكبر :علام الكبر وأولك نطفة مذرة وآخرك جيفة قذرة وتحمل في بطنك العذرة
(وهو ربما الطعام المهضوم أو ما شابه ذلك)
3- عيون المتجسس
((ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا)) سورة الحجرات
والتجسس: هو تتبع عورات الناس وهم في خلواتهم، إما بالنظر إليهم وهم لا يشعرون، وإما باستراق السمع وهم لا يعلمون {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا 58} سورة الاحزاب
عن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه،لا تغتابواالمسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتَبّع الله عورته،ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته) الراوي: أبو برزة الأسلمي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4880
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
4- عيون تسرق النظرات
والله سبحانه جعل الحياء في خلق الانبياء والرسل وصفة الملائكة والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة),, وكان يقصد سيدنا عثمان رضي الله عنه
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2620
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم اذا لم تستح فافعل ما شئت)
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4797
خلاصة حكم المحدث: صحيح 5- عيون جامدة
فجمود العين من القسوة والإصرا ر على معصية الله عز وجل قال الله تعالى:{واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا } سورة الكهف
6- عين الحاسد
يقول الله تعالى وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وما هو إلا ذكر للعالمين 51) سورة القلم
"ليزلقونك بمعنى يحسدونك لبغضهم إياك
الإصابة بالعين إما أن تكون من عين إنسية او عين من الجن ،فالجن يصيبون بالعين كإصابة الإنس أو أشد ،ففي سنن النسائي عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : يَتَعَوَّذُ مِنْ عَيْنِ الْجَانِّ وَعيْنِ الإنسِ فَلَمَّا نَزَلَتِ الْمُعَوِّذَتَانِ أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ.
يقول ابن القيم :والعَيْن عَيْنان ،عَيْنٌ إنسية ،وعَيْنٌ جِنِّية .
فقد صح عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا النبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ قَالَ ((اسْتَرقُوا لها ، فإنَّ بها النَّظرَة)) .
الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 937
خلاصة حكم المحدث: صحيح
اسال الله ان يسلم عيوننا من الخيانه وان يعيننا على غض ابصارنا
أسال الله أن يجمعنا في الدنيا على طاعته وفي الآخرة في مستقر رحمته في الفردوس الأعلى