مازالت الورقة بيضاء..
تستفزنى..
فنويت أن أماثل العقلاء، قلمى ينادينى..
يأمرنى..
"أكتب، فك قيود الورقة البيضاء"
ساحة ميدان تزاحمت فوقها مشاعرى الرفقاء
لم يبق الأبيض أبيض بعدما تراقصت كلمات سوداء..
فهل هى أنات المشاعر أم أنها ألوان القلم الصماء؟
أغفو قليلا فأرى القلب ينبض وأرى العقل فى شتات..
أصحو من غفوتى على قرار قد يبدو صحيحًا..
لكنى أجده شعارات جوفاء،
أسير فى الطرقات لأنعم بالشمس والهواء..
أرى ضجة وعويلا وغوغاء
أستمع إلى موسيقى تغذى الروح أو ترفع عنى الهراء
فإذا بها نموذج لقلب نابض بالضوضاء،
أرى المطر بكاء للسماء والنهر ماهو إلا عين دمعاء،
ما تحادثه ساخط..
غاضب..
ينعى السعداء،
يقولون ضاعت أو تاهت أو تفرقت فيها الدهماء
وهل هى إلا حياة نظنها الحلو ويعلوها الموت دون إبطاء؟
لا.. لا تذكروها بسوء فيذكركم التاريخ كالبلهاء،
إنها رونق الزمان شاءت أو أبت..
إنها العصماء،
ضاقت بها كثيرًا وعلت هى كثيرا ولم تتوقف يوما على رحيل أعزاء،
سمع عنها عالم وخطا فوقها عالم وظلت هى باقية فوق الأسماء..
هل القلب يسعها والعقل يقرؤها حتى لو أرهق معها الشعراء؟
سامحينا يا سيدة العالم وغالية المقام..
قد أغفو عنك قليلا ولكنى لا أتنازل عن البقاء
نروح.. نجىء.. سنبقى دوما فى عشقك إخلاء،
فلا الشعر الذهبى أنساه
ولا عطر الصحراء
سآتيكى يوماً غاليًا عاليًا فى مجد الأمراء..
سآتيكى عائدًا حبيبًا مخلصا
ولن أقول ثانية.. إلى اللقاء.