(( لحظـة .. لحظـة، مـن أعطـاك الحـق )) ..!
تحملـك وهنـاً علـى وهـن ..
وتضعك بإلـم ..
تسهـر علـى راحتـك ..
تبيـع راحتهـا وتشتري راحتـك ..
تفنـى من أجلك زهـرة شبـابهـا ..
وحيـن تخطـأ .. تأتـي لتحـاسبك ..
فتـقولهـا بتجبـر (( لحظـة .. لحظـة، مـن أعطـاك الحـق )) ..!
هـو صديـق طفـولتـك ..
ورفيـق عمـرك ..
كـاتم أسرارك ..
ونـاصِحك الأميـن ..
تستمـع لـه طالمـا جـاءت كلماته علـى هـواك ..
وحيـن يخـالفك ..
تنقلـب علـيه ..
فتقـولهـا بغـرور (( لحظـة .. لحظـة، مـن أعطـاك الحـق )) ..!
زوجتـه وأم أبنـاءه ..
حـافظـة شـرفـه ..
حـاملة لإسمـه ..
مـديرة منزلـه ومدبـرة شئـونه وشئـون أسرتـهمـا ..
مسالمـة ..
وإذا تأخر يـومـاً أو حدث لـه أمـراً
وتساءلت لتطمئـن عليـه وليـس للتـدخـل ..
فيفـاجئهـا بقـولـه (( لحظـة .. لحظـة، مـن أعطـاك الحـق )) ..!
يُعلمـك ..
ويأخـذ مـن وقتـه لـك ..
ويـريـدك أن تصبـح رجـل ذو شأن بالمجتمـع ..
يأخذ من علمـه ليعطيـك ..
وإذا رآك تميـل عـن الطـريق القـويم ..
يعنـفك ليقومـك ..
فيقـول بنكـران كـل ذلك الجميـل (( لحظـة .. لحظـة، مـن أعطـاك الحـق )) ..!
تُمهـد لهـم الطـريق لقلبـك ..
وتفتـح لهـم خزائـن مشاعـرك ..
وتدفق لهـم الحـب ..
وتجعلهـم الـوحي لنـزف قلمك ..
تسكنهـم حنـاياك .. وتهـب لهـم جـوارحك ..
وفجـأة بـلا مقـدمـات يرحـلون ..
لا تعـرف مـا هـي أسبـاب غيـابهم ..
فحينمـا تجدهـم ..
تسألهـم لمـاذا وقبـل أن تكمـل السـؤال ..
تأتـي الجملـة القاتلـة ..(( لحظـة .. لحظـة، مـن أعطـاك الحـق )) ..!
أمثـلة كثـرة من مـواقف هذه الحيـاة ..
نـجد أُنـاسٌ عنـوانهـم عدم الوفـاء ..
ونكـران الجميل ..!!
أمـر يدعـو للسخـرية فـي زمـان تبدلـت فيـه
القيـم وتهـدمت فيـه الـموازيـن ..!!
(( لحظـة .. لحظـة، مـن أعطـاك الحـق )) ..!