هدوء
الطفل في سنواته الأولى هو دائما مصدر سعادة لوالديه ، فهم يتباهون بأدبه
وحسن تربيته دون أن يدركوا أن هذا الهدوء أخطر كثيرا من الشقاوة والعناد
والمشاكسة . هذا مايؤكده أساتذة الطب النفسي الذين يوضحون الأخطار والحلول
...
اذا لوحظ على الطفل الهدوء الشديد أو التوحد بعد عامين ونصف فانه يؤثر على
علاقته بالآخرين اذ يجد صعوبة في التعبير عن نفسه وتتباطأ قدرته على التعلم
فلا يتعلم بسرعة ويظهر ذلك بوضوح في الألعاب التي تحتاج الى التركيز أو
الربط بين الأشياء ، فضلا عن الانطواء ، فالهدوء الشديد لفترات طويلة قد
يكون له صفة سيكولوجية أو اجتماعية ، وهناك شيء لا يعرفه كثير من الناس هو
أن الهدوء يورث .
الهدوء يختلف ..
وتجدر الاشارة الى أن هناك مراحل للنمو المعرفي والحركي عند الطفل وادراكا
متزايدا منه للبيئة المحيطة به وكذلك حركة زائدة أثناء اللعب ، وحب
الاستطلاع لمعرفة الأشياء من حوله ومحاولة التعامل معها ( فكثيرا مايفتح
الطفل بعض اللعب محاولا معرفة مافي داخلها وكيف تتحرك ، فهو يحب أن يكتشف
الأشياء من حوله ) .
وبالنسبة الى هدوء الطفل فكثيرا مايكون مؤشرا لوجود مايعانيها الطفل وليس
كما يعتقد البعض بأنه طفل هادىء ومؤدب كما يقولون ، ولذلك على الوالدين
التنبه لمعرفة مااذا كانت هناك مشكلة يعانيها الطفل ، أو انها مرحلة
سيجتازها بسلام .
وهناك بعض احتمالات أهمها :
(1) اذا كان الطفل لا يحب اللعب ويميل الى الهدوء في سنوات عمره الأولى أي
قبل سن الرابعة فقد يكون السبب نقص هرمون الغدة الدرقية الذي يؤثر على
محاولات الطفل في المشي والجلوس والعبث في الأشياء .
(2) واذا كان في سن 4 أو 5 سنوات فقد يكون ذلك مؤشرا أو علامة على التخلف
العقلي وهذا شيء نادر الحدوث أما اذا كان في سن 7 أو 8 سنوات فهذه السنوات
تعبر عن حالة من الاضطراب والقلق والخوف التي يعيشها الطفل وعادة مانكون
نحن السبب نتيجة لطريقة التربية وطريقة التعامل معه ، والهدوء الزائد
أحيانا يكون سببه مرضا عضويا مثل وجود اضطراب في الدماغ أو الجهاز العصبي ،
وأحيانا ماتكون هناك أسباب نفسية نتيجة لاهتمام الوالدين باخوته في المنزل
بشكل كبير خصوصا في حال وجود مولود جديد ، واذا كانت الأم تعاني المتاعب
بشكل مستمر ، فهذا يؤثر بالطبع على الطفل .
الفحص النفسي ...
ينصح الأهل في حال ملاحظتهم قلة حركة الطفل وهدوئه المتزايد خصوصا عند
مقارنته بمن هم في سنه باخضاعه لفحص نفسي واجراء اختبار ذكاء له ، وقياس
نشاط الغدة الدرقية ودراسة الظروف المحيطة به داخل الأسرة والمدرسة لمعرفة
سبب انطوائه ، فاذا اهتم الوالدان بمساعدة الطفل على التخلص من الانطواء في
هذه المرحلة فسوف يجتازها بسلام ، ولا تترك آثارا سلبية عليه مستقبلا .
ويوضح الخبراء أنه لا فرق بين البنت والولد فهما متساويان في هذا الموضوع
وان كانت مشكلة الهدوء الزائد أكثر وضوحا في الولد لأن الولد شقي بطبيعته
فلذلك تظهر المشكلة بوضوح أكثر عند الأولاد .
العلاج باللعب ...
يؤكد الخبراء أنه لا داعي للخوف على الأولاد أكثر من اللازم ، ولكن اذا
استمر الأمر فعلينا أن نهتم بأن نعلم الطفل بعض المهارات الاجتماعية التي
تجعله يتفاعل مع الآخرين والمحيطين به بسهولة كأن نعلمه التواصل مع الآخرين
فيعرف كيف يلقي التحية والسلام ، وكيف يعبر عن رأيه وعما في داخله ويطلب
مايريد كل هذه الأشياء تجعله يتخلص من حالة الهدوء الشديد أو الانطواء
ويخرج منها ويتعامل مع الآخرين بسهولة ودون خوف ، وعلى الوالدين اختيار بعض
الألعاب التي تثير الذاكرة والانتباه ، التي يجب التعامل معها بحرص حتى لا
ينتقل اهتمام الطفل اليها وتصبح هي حياته اليومية ، فيدخل في مشكلة أخرى
لذا يجب تركه يلهو بها لفترات قصيرة .
وعموما فان هدوء الطفل الزائد أو أي اضطراب يعانيه يمكن التخلص منه بسهولة لأن الطفل بطبيعته يستقبل أي تغيير في حياته اليومية