المعدة هي المكان الرئيسي لهضم البروتينات وهي أكثر أجزاء الجسم حموضة حيث تصل فيها درجة الحموضة إلي1(PH1) ويقدر حجم العصارة المعدية يوميا بحوالي2,5 ـ3 لتر وتتكون من:
(1) الماء: ويمثل حوالي99% من حجم العصارة المعدية
(2) مواد عضوية: وتمثل حوالي4,% من حجم العصارة المعدية وتشمل:
ـ إنزيمات مثل إنزيم ببسينوجين لهضم البروتين وليباز لهضم الدهون وإنزيم جيلاتيناز لهضم الجيلاتين وإنزيم أمايلاز لهضم النشويات
ـ المخاط(Mucous) وهو مهم للمحافظة علي جدار المعدة
ـ العامل الداخلي(intrinsicFactor) ويلزم لامتصاص فيتامين ب12
(3) مواد غير عضوية: وتمثل حوالي1 ر% من حجم العصارة المعدية وتشمل عناصر مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنسيوم.
(4) حمض الهيدوكلوريك: ويمثل حوالي5 ر% من حجم العصارة المعدية ويتم إفرازه بواسطة خلايا تسمي(Oxynticcells) وهي نفس الخلايا التي تفرز العامل الداخلي وهذه الخلايا تحتوي علي عدد كبير من الأجسام السبحية(MitoChondria) والتي تمثل حوالي40% من حجم الخلية بالاضافة إلي جهاز قنوي في غاية التعقيد يتصل من داخل الخلايا بتلك القنوات ويتصل أيضا بالتجويف المعدي الرئيس حيث يتم إفراز حمض الهيدروكلوريك علي غشاء هذه القنوات الداخلي فلايتلامس مع ستيوبلازم هذه الخلايا ويفرز مباشرة إلي التجويف المعدي خلال هذه القنوات المعقدة ولهذا الحمض وظائف كثيرة منها:
(1) تنشيط تحويل مادةpepsinogen إلي إنزيمPepsin والذي يؤدي إلي هضم المواد البروتينية.
(2) قتل كميات كبيرة من الميكروبات.
(3) زيادة إفراز العصارة المرارية وعصارة البنكرياس عن طريق تنشيطCCK وإفراز سكريتين.
(4) المساعدة في امتصاص عنصري الكالسيوم والحديد.
(5) المساعدة علي تخثر اللبن في وجود إنزيم ببسين.
(6) المساعدة في تنظيم تفريغ المعدة عن طريق تنشيط رد الفعل المعوي المعدي ولكن إذا كانت المعدة هي المكان الرئيسي لهضم البروتينات وإذا كانت تحتوي علي الانزيم الخاص بهضم البروتين وعو إنزيمPepsin وإذا كانت تحتوي علي أعلي نسبة حموضة بالجسم وهي(PH1) فلماذا إذن لاتهضم المعدة نفسها؟
إن ذلك يمكن فهمه إذا عرفنا أن هناك ما يسمي بالحاجز المخاطي المعدي(Gastricmucosalbarrier) بالمواصفات التالية:
(1) أن الغشاء المخاطي المعدي الجيلاتيني(Mucousgelcoat) سميك ويتجاوز سمكه أكثر من1 مم وهذا في حد ذاته يؤدي إلي حماية كبيرة للمعدة.
(2) أن حمض الهيدروكلوريك يعبر هذا الحاجز من خلال قنوات في منتهي التعقيد ولها منظر مثل الأصابع لهذه القنوات(Finger-likechannels) ويتم إفرازه علي الغشاء الداخلي لهذه القنوات المعقدة بعيدا عن سيتوبلازم هذه الخلايا المفرزة ويتم إفرازه ونقله عن طريق هذه القنوات إلي داخل تجويف المعدة دون أن يؤذي هذه الخلايا تاركا هذا الحاجز الجيلاتيني سليما
(3) أن خلايا الغشاء المعدي المخاطي مرتبطة ببعضها بروابط شديدة(TightJunction)
(4) أن خلايا الغشاء المخاطي للمعدة متماسكة
(5) وجود ببتيدات في الغشاء المخاطي تسميTreFoilpeptides وهذه الببتيدات تقاوم تأثير الحمض والانزيمات عن طريق مادة تسمي البروستجلاندين والتي تؤدي إلي:
ـ تحفيز إفراز المخاط.
ـ تثبيط إفراز حمض الهيدروكلوريك.
ـ زيادة كمية الدم الواصلة للغشاء المخاطي.
ونظرا لتكامل هذا النظام المحكم في حماية المعدة من الانزيمات الهاضمة للبروتين ومن حمض الهيدروكلوريك فإنه تجب المحافظة عليه وعدم تعرضه للتآكل وذلك بتجنب الكحوليات والأملاح والسكريات المركزة والخل والأسبرينات ومضادات الالتهابات وصدق من قال في كتابه الكريم منذ أكثر من1400 عام في سورة الذاريات آية21 وفي أنفسكم أفلا تبصرون