لنأخذ معاً صفة البراءة فالطفل برئ جداً لا يفسر ما يراه أو يسمعه إلا بالظاهر فهو مستريح البال وهو كذلك عندما يقول شيئاً فهو يعنيه كما هو. ولكن عندما يكبر وينمو تفكيره ويصبح لديه القدرة على رؤية ما ليس موجوداً تقلّ نسبة البراءة لديه فيعرف التلميح دون التصريح ويدب إلى تفكيره الشك في نوايا الآخرين..الخ. لو أن إنسان بالغاً استمر في نفس الدرجة من البراءة لسميناه ساذجاً أو غبياً يلوغ من حيث لا يدري مراراً، يخطئ ويكرر الخطأ، أنه يصبح أضحوكة.
صفة أخرى هي الصراحة فالأطفال صرحاء، كما نقول " ما على قله على لسانه" يقولون ما يخطر على بالهم دون مراعاة للمكان ولا للزمان – لا يعرفون مجاملة ولا نفاقاً وهذا وإن كان أحياناً مشكلة إلا أنه جميل في الأطفال قبيح في الكبار عندما لا يراعون مقاماً لأحد ويرمون الكلام جزافاً.
كذلك فإن الأطفال يتميزون عن الكبار بحب الذات فهم يحبون أنفسهم بشكل كبير – يحبون التملك- يحبون المتعة بكل أنواعها ونتيجة لتفكيرهم القصير النظر المتمركز حول الظاهر فهم يفضلون لذة عاجلة ولو قليلة على حساب لذة آجله قد تكون أكبر وأدوم. هذه الصفة في الكبار يجعلهم يظهرون بالأنانية والتهور والاستعجال وقصر النظر في الأمور.