و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده
و الحمد لله رب العالمين
يا غاديا في غفلة و رائحا***إلى متى تستحسن القبائح؟
و كم إلى كم لا تخاف موقفا***يستغلق الله به الجوارح؟
يا عجبا منك, و أنت مبوءا***كيف تنكر الطريق الواضح؟
أخي في الله تعالى:
أرجو أن تقرأ هذه الرسالة بنفس الهدوء الذي كتبت به بعيدا عن التشنج و الانفعال أو اتخاذ موقف سلبي قبل أن تستكمل قراءتها ، أخي قد يقوم البعض منا بأعمال يكون دافعه لها الشهوة المجردة دون التفكير المتعقل لعواقبها ، ومن ذلك ما يقوم به المعاكس ، لذا نقول له :
دعنا نقف معك قليلا ونلقي الضوء على ما تقوم به
1ـ إن الفتاة التي تعاكسها هي من أفراد مجتمعك ، ويعني ذلك أنك تساهم في إفساده إرضاءً لشهوتك ، وكان من المفترض أن تساهم في إصلاحه ، فهل ترضى لمجتمعك وفتياته الفساد ؟!
2ـ إن الفتاة التي تعاكسها وتود أن تفعل بها الفاحشة ، أو أنك قد فعلت : إنما هي في المستقبل إن لم تكن زوجة لك فهي زوجة لقريبك وكذلك الفتاة التي عاكسها غيرك وساهم في إفسادها قد يبتليك الله بها عقوبة لك في الدنيا قال الله تعالى : (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ) [ النور : 26]
3ـ إن فساد النساء يعني فساد المجتمع ، وقد يبدأ من عندك أو مما تساهم في تنشيطه ، وينتهي في المستقبل مع قريباتك لأنهن جزء لا يتجزأ من مجتمعك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) [ رواه مسلم ] .
4ـ إن كانت الفتاة ترضى أن ترتبط معك في علاقة غير مشروعة ، فما ذنب أهلها بتدنيسك لعرضهم ؟
ثم هل طواعيتها لك عذر مقبول لاعتدائك ؟! بمعنى آخر لو أن أحدا من الناس بنى علاقة غير مشروعة مع أحد قريباتك ثم اكتشفت ذلك ، فهل يكفيك عذرا أن يقول لك من هتك عرضك : هي التي دعتني لذلك لتغفر له خطيئته ؟ ولا تنس حديث الشاب الذي جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له : ائذن لي في الزنا فقال عليه الصلاة والسلام : أتحبه لأمك لابنتك لزوجتك لعمتك لخالتك وكان يقول : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك فقال عليه الصلاة والسلام : ولا الناس يحبونه لبناتهم وأخواتهم وعماتهم وخالاتهم أو كما قال صلى الله عليه وسلم ) [ رواه أحمد عن أبي أمامة ] .
5ـ لو خيرت بين الموت أو أن يهتك عرضك ماذا تختار ؟ إذاً كيف ترضى لنفسك الوقوع في محارم
الناس ؟! قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من قتل دون أهله فهو شهيد ) [ رواه أحمد وأبو داود والنسائي وهو صحيح ] .
6ـ ما هو الشعور الذي ينتابك وأنت تعيش في مجتمع خنته وهتكت محارمه ؟
7ـ هل يكفيك من الفاحشة أن تقوم بها مرة ـ مرتين ـ ثلاث أم أن الشيطان يريد لك الهلاك ؟
قال تعالى : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) [ فاطر : 6 ] .
8ـ سمعت عن القول المأثور ( الجزاء من جنس العمل ) فهل أنت مستعد أن تبتلى في عرضك الآن أو حتى بعد حين مقابل التنفيس عن شهواتك ؟ قد تقول : أتوب قبل أن يأتيني زوجة وبنت ! فأسألك : هل تضمن أن الله يقبل توبتك ولا يبتليك ؟!
قال تعالى : (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ) [ الشورى : 40]
قال الشافعي رحمه الله :
عفوا تعف نساؤكم في المحرم *** وتجنبوا ما لا يليــق بمســـلم
إن الزنى ديــــن فإن أقرضته *** كان الوفاء بأهل بيتك فاعلم
9ـ إذا صنف الناس إلى مصلحين ومفسدين فأين تصنف نفسك ؟
قال تعالى : ( ولا تفسدوا الأرض بعد إصلاحها ..) [ الأعراف : 56] .
10ـ ما هو شعورك وأنت تفعل الفاحشة بزانية ؟ يدخل عليك والديك ، وإخوانك من الذكور و الإناث ، وكل صديق يثق بك ويحبك ، وكل عدو يود أن يشمت بك ، ثم الناس كلهم ، ويرونك على هذه الحال ؟ بل ما هو موقفك وأنت بعيد عن أعينهم مستأمن لكن عين الله تراك ؟ وهل تذكرت وقوفك بين يدي الله في أرض المحشر عندما ينصب لكل غادر لواء فيقال : هذه غدرة فلان كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري و مسلم .
11ـ إن كنت ذكيا وحاذقا واستطعت بذكائك التلاعب بأعراض المسلمين دون أن يكتشف أمرك فما هو موقفك من قول الله تعالى : ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) [ إبراهيم : 42] .
12ـ هل تظن أن ستر الله عليك في هذا العمل كرامة ؟ قد يكون خلاف ذلك ، بأن يكون استدراجاً لك لتموت على هذا العمل وتلاقي الله به ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) [ رواه البخاري ومسلم ] ، ( ومن مات على شيء بعثه الله عليه ) [ السلسلة الصحيحة 1/ 283] .
13ـ ثم لنفترض أن الله ستر عليك كرامة ، أفلا تستحي منه وتتوب ؟
14ـ نهاية طريق حياتك الموت (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) [ البقرة : 281 ] ، فهل تستطيع أن تشذ عن الخلق وتغير هذا الطريق ؟! إذاً لماذا لا تستعد للموت وما بعده ؟؟
15ـ روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما قالا لي انطلق ـ وذكر الحديث حتى قال : فأتينا على مثل التنور فإذا فيه لغط وأصوات فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم ، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا ) فلما سأل عنهم الملائكة قالوا : ( وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني ) .
فهل تود أيها الشاب أن تكون منهم ؟!
16ـ قد تقول لا أستطيع الزواج لغلاء المهور ، فهل الحل الوقوع في الحرام ؟! ثم إن سلوكك طريق الحرام تواجهك فيه مصاعب فتتغلب عليها مأزور غير مأجور فلماذا لا تسعى في طريق الحلال وتواجه فيه الصعوبات وأنت مأجور ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث حق على الله عونهم ـ ذكر منهم ـ الناكح يريد العفاف ) [ أخرجه الترمذي والنسائي وحسنه الألباني ] .
17-هذه مقارنة بسيطة وسريعة بين معاشرة الزوجات ومعاشرة الزانيات:
معاشرة الزانيات ............ معاشرة الزوجات
الخبيثات للخبيثين ............ الطيبات للطيبين
علاقة في الخفاء لأنها مستقبحة..... علاقة مشروعة ومعلنة
تخشى من حمل الزنا .............. ترجو من معاشرتهن الأولاد
تؤزر على الزنا بهن ............. تؤجر على معاشرتهن
الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو ..... إلا المتقين
فمـــاذا تختـــــار؟
وختاما ... نتمنى أن لا تكون ممن قال الله فيهم : (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ) [ البقرة : 206 ] ولكن عد إلى الله واعلم أن التوبة تَجُب ما قبلها ، قال تعالى : ( فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [ المائدة :39
وقال تعالى : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) )الزمر
أخيراً وجدت هذا الموضوع فأعجبني فحبيت أن أنقله لكم حتى يستفيد الجميع منه
وما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
دمتم فى حفظ الله