لأجله
صنعت من الحروف معاني جميلة ، وكسوتها بطلاء مميز
، كي يمتع عيناه بما يقرأه ، ويرسوا بشموخه على
أغلى كلماته ، فهو عنوان القلم ، وفؤاد الحروف ،
ومهوى الفكر ، فكأنه قمر لايعرف إلا النور الساطع
، والضياء الشاسع ، لكي يتحفني بنوره ،
ويشرق بهمتي عبر مساحاته .
لأجله ..
بنيت في فكري قصرا عاليا من الأمنيات العذبة
، وأحطته برمال من الثلج المكسور ، كي لا يعترف فكري
إلا بإرضائه ، والتعلق بلغة الشموخ في سماءهو ، فهو أكبر
من اللغات ، وأغلى من الحكايات ، لأنها بطل كل الروايات ،
فبطولاته مشهودة ، وصفحاته مقروئة ، والشاهد إبداعه
الذي زلزل كياني ، وأبحر في أعماقي
لأجله ..
لم أنسى يوما حينما ضللني بحروفه ، وضمني بكلماته
، بحنان لغاته ، وروعة روحه ، فكانت رجلا من روعة الأمل
، تجابه وتواجه بإخلاصه كل مؤامرات الزمن ، وعداوات الدهر
، لأنه ثابت أمام معاقل الخصوم ، شاهر فكره أمام حماقات
الأنذال ، وجناية الأشرار ، لأن أشواقه أقوى من أسلحتهم ،
ودموعه أغلى من وجودهم ، وذكرياته أثمن من حاضرهم ،
وأيامه أجمل من واقعهم ، لأنه أشرف من مستقبلهم .
لأجله ..
أرسمه روح ، من محبرة الجموح ، من عطر الشموخ ،
لأن شموخه أكبر من ظروفه ، ووجوده أجمل ، وروحه أغلى ،
وحروفه تلملم شتاته إليه أكثر ، وإلى ذاك الصدر الحنون
والذي يلتف حول كبرياء الأمل المستوطن في قلبه الشامخ
، والذي يغتال كل جراح وألم في داخله .
لأجله ..
رأيت المعاني كبيرة في حياتي ، ونسفت كل أوراقي
لأجل إستقبال ذكرياته ، وتدوين ظروفه ، ومشاركته آلامه
، ومع ذلك يرفض الإدلاء بشهادة ذكراه ، لأنه لا يكتفي إلا
بحضوره ، وزرع حنانه على أوراقه بقلمه الخالد منه وإليه .
لأجله ..
سأرحل مع إنسانيته ، وروعة طموحه ، وشموخ عطفه ،
ودفء إحساسه ، نعم سأتذوق من حنانه الحب والصفاء ،
ومن قلبه الطهاره والنقاء ، فلحظاته إشراق ، وبحر وفاءه إغراق .