قالت شمس النهار: قُص عليَّ يا فيلسوف الزمان حكاية، فإني أحب أن أسمع منك رواية.
قال الفيلسوف: سلي ما بدا لك يا شمس النهار، فأنت لك في القلب مكانٌ مُختار.
قالت: حدثني الليلة عن الحب، فكثيرًا من الفتيات يتشَوَّقن إليه، ويَمتلئ به القلب؟
قال الفيلسوف: بالحب تصفو الحياة، وتشرق الشمس، ويرقص القلب.
قالت: إنَّ قلبي للحديث شَغُوف، فهيا بنا في بحر الحب معًا نطوف.
قال: في هذه الليلة سوف نتحدث عن قصة شهيرة، ولعلها حدثتْ في سالف العصر وقديم الزمان، وهي لفتاة كانتْ تلهو في أحد الأيام، وتريد أن تُمسك بالفراشات، تجري وتلعب بجوار إحدى البحيرات، فسمعت صوتًا عليها يُنادي، فتلفتت حولها فلم تجد شخصًا أو أحدًا بذاك الوادي، فنظرت حولَها وتَحَيَّرَتْ، لكنها ما لبثت أن شاهدت ضفدعًا فتعجبت، فقد كان يكلمها بكلام البشر، رغم أن هيئته تختلف عنهم، فهو حيوان قذر؟!
فابتعدتْ عنه مسرعة، وخافت منه ومِن هول المفاجأة، لكنه أخذ يتودد إليها ويلاحقها، ويكلمها ويحادثها ويلاطفها، فَرَقَّ قلبها العطوف إلى كلامِه المعسول، وسألته: مَن المسؤول عن تلك الهيئة التي عليها؟ فأجابها: إنَّها الساحرة الشريرة، فقبليني قُبلة واحدة؛ كي أعود لهيئتي التي كنتُ عليها، وأخذ يسألها في استجداء، فوافَقَتْ على طلبة على استحياءفتحوَّل مِن ساعته إلى أمير جميل، شَكَر لها صنيعها معه وهذا الجميل، وبعد ذلك تزوَّجها، فصارتْ أميرة، وأحبَّته حبًّا عارِمًا، وصارتْ له أسيرة.
قالتْ شمس النهار: ما أحلى الكلام عنِ الحب والرومانسية، وزدني بربك يا فيلسوف فإني إلى حديثك متلهفة ومصغية؟
قال الفيلسوف: فسمعتْ بتلك القصة والحكاية سائرُ الفتيات، فصِرن يذهبن إلى البرك والمستنقعات، كل منهن يبحثن عن ضفدع، يكون حبيبًا لها بعدما يخرج من المستنقع.
وصار بعد ذلك مألوفًا أن ترى الفتيات، وهن بالطين والوحل ملطخات، لكن الحظ لم يحالف أيًّا منهن، ولم يصادفن الضفدع الأمير، فيَعُدْنَ، وبالرغم من ذلك على هذه الحال ظللن، كل يوم إلى البرك يتردَّدْن، ويذهبن إلى المستنقعات، وأنسن بذلك الفعل وهن راضيات قالت شمس النهار: لا حولَ ولا قوة إلا بالله يا فيلسوف، أكمل ماذا حدث بعد ذلك ولا داعي للوقوف.
قال الفيلسوف: أتدرين عزيزتي ماذا أقصد بهذه الحكاية؟ ولِمَ قصصت لك تلك الرواية؟ إنما أقصد الإبحار في المنتديات، والقصص التي تدور بين الشباب والفتيات، وما يَحدث بينهم من العلاقات، رغم أنَّ الفتاة لا تعرف الذي يُحادثها هل هو رجل أو امرأة؟ وهل هو صادق أو كذاب؟ وهل هذا تصرُّف الأسوياء من البشر، وأنَّها قد توقع بنفسها في التهلكة، ويلحق بها الضرر، فمَن أدراها إذا كان في الحقيقة شابًّا أنَّه يحبها؟ فلعله يبعث بتلك الكلمات، ويبث سمومه إلى غيرها ويراسلها؟
قالت شمس النهار: إنها حقًّا ساذجة مَن تفعل هذه الأفاعيل، وتؤذي نفسها، وتعرض سمعتها للأقاويل.........................