تمَّ
اكتشاف جثة حارس أحد المسارح غارقة في دمائها، كما عثر على زوجته مقيَّدة
بالحبال ومصابة بعدة طعنات موزعة على كل جزء في جسدها، وتمَّ نقلها إلى أحد
المستشفيات وهي بين الحياة والموت.
كثَّف رجال الأمن جهودهم من أجل القبض على القاتل، ولكن لم تؤدِّ التحريات
التي جمعت إلى شيء. ومرَّ الوقت دون أن يحققوا نتائج تذكر، وبعد جهود مضنية
عثر على بعض قطرات متجمدة من الدماء بقرب غرفة أحد العاملين بالمسرح، ووضع
هذا العامل تحت المراقبة الدقيقة.
وكانت زوجة الحارس القتيل قد بدأت تتماثل للشفاء، وبدأ رجال الأمن استجواب
الزوجة، لكنهم لم يستفيدوا من أقوالها حيث قالت لهم أن مجهولين هاجموا
غرفتهم الصغيرة وطلبوا من زوجها أن يسلِّمهم النقود، وعندما رفض قتلوه
وقيدوها وطعنوها هي الأخرى وهربوا ولم تتبيَّن ملامحهم وسط الظلام.
ولم يجد رجال الأمن أمامهم إلا القبض على العامل الذي كانت الشبهات تحوم
حوله، إلاَّ أن العامل أنكر ارتكابه للجريمة ولا يوجد الدليل القوي للإيقاع
به، لذلك أفرج عنه، إلاَّ أن رجال الأمن قاموا بوضع العامل تحت المراقبة
الدقيقة ، وقاموا بتتبُّع خطواته.
فدخل المتهم أحد الكازينوهات وكان رجال الأمن يراقبونه، وقبل دخولهم إلى
الكازينو خلفه فجأة حدثت مشاجرة بين المتواجدين في الكازينو، وحدثت ضوضاء
وجلبة، وذهب رجال الأمن لاستطلاع الأمر وتمكنوا من فض المشاجرة، ولكنهم
فوجئوا في النهاية بوجود جثة ملقاة على وجهها في أرضية الكازينو، وعندما
اقتربوا من الجثة اكتشفوا أنها جثة العامل المتهم، وكانت دهشتهم بالغة
عندما اكتشفوا أنه لقي حتفه إثر تلقيه إصابة قاتلة في رقبته بواسطة إحدى
الزجاجات المكسورة، وهي الطريقة نفسها التي قتل بها حارس المسرح.. والغريب
أن العامل المتهم لم يكن طرفا في المشاجرة التي نشبت في الكازينو.
بعد موت العامل القتيل اعترفت الزوجة وقالت أنها كانت على علاقة آثمة
بالعامل القاتل.. ولما علم الزوج بهذه العلاقة طعنه العامل بزجاجة خمر فسقط
الزوج صريعا، ثم اتفق العامل مع الزوجة أن يقوم بتقييدها وطعنها لإبعاد
الشبهات عنهما وطلب منها أن تروي للشرطة أن مجهولين اقتحموا غرفتهم وقتلوا
زوجها وقيَّدوها وأصابوها، وكان سبب صمت الزوجة ولم تعترف إلاَّ بعد أن قتل
العامل خوفا من أن يفتضح أمرها وعلاقتها بالعامل، وخوفا من أن يقتلها إذا
ما اعترفت عليه(1).