عثمان بن عفان
ذو النورين
ثالث الخلفاء الراشدين وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ومن السابقين إلى الإسلام
اســـمـــة ونـســبــة
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب
بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
ويجتمع نسبة مع النبى علية الصلاة والسلام فى عبد مناف
أمه هي الصحابية الجليلة { أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي
بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
لــقـــبـــة
ذو النورين وقد لقب بذلك لأنه تزوج اثنتين من بنات الرسول{ رقية ثم بعد وفاتها أم كلثوم}نشاتة وحياتة قبل الاسلام
ولد في السنة السادسة بعد عام الفيل ولد بمكة كان غنيا شريفا في الجاهلية وكان أنسب قريش لقريش
أنجبت أمه أروى{ عثمان وأخته أمنة وبعد وفاة زوجها عفان تزوجت أروى من {عقبة بن ابي معيط }
وأنجبت منه ثلاثة أبناء وبنت هم{ الوليد بن عقبة و خالد بن عقبة و عمرو بن عقبة وأم كلثوم بنت عقبة فهم إخوة عثمان لأمه}
كان عثمان من بطن بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وهم من كبار سادات قريش وكان كريما جوادا وكان من كبار الأثرياء
و أبوه عفان هو ابن عم الصحابي الجليل أبي سفيان بن حرب الذي حارب الرسول وأذاه قبل أن يسلم عند فتح مكة
كان عثمان بز وكان غنيا كريما محببا من قومه لكرم أخلاقه ومحترما لديهم
صفــاتة
كان رضي الله عنه رجلاً ليس بالقصير ولا بالطويل رقيق البشرة كث اللحية عظيمها عظيم ما بين المنكبين كثير شعر الرأس
يصفر لحيته أضلع أروح الرجلين أقني خدل الساقين طويل الذراعين شعره قد كسا ذراعيه جعد الشعر أحسن الناس ثغرًا
مجتمع شعر الراس أسفل من أذنيه حسن الوجه والراجح أنه أبيض اللون وقد قيل أسمر اللوناســـلامـــة
أسلم عثمان بن عفان في أول الإسلام قبل دخول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وكان عمره قد تجاوز الثلاثين
فلما بعث النبي إلى جماعة في مقدمتهم أبو بكر دعاهم إلى الإسلام دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام قائلاً له{ ويحك يا عثمان
واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل هذه الأوثان التي يعبدها قومك أليست حجارة صماء لا تسمع ولا تبصر
ولا تضر ولا تنفع فقال عثمان{ بلى واللَّه إنها كذلك} قال له أبو بكر{ هذا محمد بن عبد الله قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه
فهل لك أن تأتيه وتسمع منه} فقال عثمان { نعم }وفي الحال مر رسول اللَّه فقال{ يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك
وإلى جميع خلقه} قال عثمان { فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك
وأن محمداً عبد الله ورسوله
ولم ينجو من اذى قريش لة وأنه لما أسلم أخذه عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية فأوثقه رباطا وقال له{ ترغب عن ملة آبائك
إلى دين محدث واللّه لا أدعك أبدا حتى تدع ما أنت عليه}
فقال عثمان واللّه لا أدعه أبدا ولا أفارقه} فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه ولما اشتدت قريش في اضطهاد المسلمين
كان عثمان أول مهاجر إلى أرض الحبشة لحفظ الإسلام ثم تبعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة المنورة
تزوج عثمان رقية بنت رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وهاجرت معه إلى الحبشة وإلى المدينة
وكان يقال{أحسن زوجين رآهما إنسان رقية وعثمان} ثم إنها مرضت وماتت سنة 2 هـ أثناء غزوة بدر فحزن عليها حزنا شديدا
فزوجه الرسول من أختها أم كلثوم لذلك لقّب بـ {ذي النورين} لأنه تزوج من بنتى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
وكان رسول اللَّه يثق به ويحبه ويكرمه لحيائه وأخلاقه وحسن عشرته وما كان يبذله من المال لنصرة المسلمين
وبشره بالجنة كأبي بكر وعمر وعلي وبقية العشرة وأخبره بأنه سيموت شهيدا استخلفه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على المدينة في غزوته
إلى ذات الرقاع وإلى غطفان وكان محبوباً من قريش وكان حليمًا رقيق العواطف كثير الإحسان
وكانت العلاقة بينه وبين أبي بكر وعمر وعلى على أحسن ما يرام ولم يكن من الخطباء وكان أعلم الصحابة بالمناسك
حافظاً للقرآن ولم يكن بل كان يأكل اللين من الطعام وبذل عثمان في نصرة الإسلام نفسه وماله وجاهه مـــواقـــفة فى نصرة الاسلام
1{جيش العسرة }
ندب رسول اللَّه الناس إلى الخروج وأعلمهم المكان الذي يريد ليتأهبوا لذلك وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم
وأمر الناس بالصدقة وحثهم على النفقة والحملان فجاءوا بصدقات كثيرة فجهز عثمان ثلث الجيش جهزهم بتسعمائة وخمسين بعيرا
وبخمسين فرسا قال ابن إسحاق أنفق عثمان في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها
وقال عبد الرحمن بن سمرة قال}{ جاء عثمان إلى النبي بألف دينار حين جهز العسرة فنثرها في حجره فجعل رسول اللّه يقلبها ويقول ما ضر
عثمان ما عمل بعد اليوم ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم}
2{بئر رومة}
واشترى بئر رومة بعشرين ألف درهم من رجل من بني غفار من قبيلة كنانة وقيل من رجل من قبيلة مزينة وقيل من اليهود
وجعلها للمسلمين كان رسول اللَّه قد قال{ من حفر بئر رومة فله الجنة}
3{غزوة بدر }
لما خرج المسلمون لغزوة بدر كانت زوجة عثمان السيدة رقية بنت رسول الله مريضة بمرض الحصبة ولزمت الفراش
في الوقت الذي دعا فيه رسول الله للخروج لملاقاة القافلة وسارع عثمان للخروج مع رسول الله إلا انه تلقى أمرا
بالبقاء إلى جانب زوجته رقية لتمريضها وامتثل لهذا الأمر بنفس راضية وبقي إلى جوارها إلى ان توافاها الله
وعن عثمان بن عبد الله بن موهب قال{ جاء رجل من مصر حج البيت فقال: يا ابن عمر إني سائلك عن شيء
فحدثني أنشدك الله بحرمة هذا البيت هل تعلم أن عثمان تغيب عن بدر فلم يشهدها} فقال{نعم ولكن أما تغيبه عن بدر
فإنه كانت تحته بنت رسول الله فمرضت فقال له رسول الله{لك أجر رجل شهد بدرا وسهمه}
4 { توسعة للمسجد النبوى }
كان المسجد النبوي على عهد رسول اللَّه مبنيا باللبن وسقفه الجريد وعمده خشب النخل فلم يزد فيه أبو بكر شيء وزاد فيه عمر
وبناه على بنائه في عهد رسول اللَّه باللبن والجريد وأعاد عمده خشبا ثم غيره عثمان فزاد فيه زيادة كبيرة وبنى جداره
بالحجارة المنقوشة والفضة وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج وجعل أبوابه على ما كانت أيام عمر ستة أبواب
5{دورة فى اختيار عمر بن الخطاب للخلافة }
كان له دور في اختيار عمر بن الخطاب خليفة لابى بكر الصديق عندما استشاره أبا بكر الصديق في امر تولية عمر
فقال عثمان { ذلك رجل سره أفضل من علانيته} كتب وصية ابى بكر في ذلك بنفسه
6 {جمعة للقران الكريم فى مصحف واحد}
في عهده أنتشر الإسلام في بلاد كبيرة وتفرق الصحابة مما أدى إلى ظهور قرائات متعددة وأنتشرت لهجات مختلفة
فكان الخوف من أختلاف كتابة القران وتغير لهجته جمع عثمان المسلمين على لغة قريش أي لهجة قريش وهي لهجة العرب
وتكتب الكتابة للقرآن بلسان العرب ويسمى {مصحف عثمان} أو المصحف الامامخـــلافــــتة
ولي عثمان الخلافة وعمره 68 عاما وقد تولى الخلافة بعد مقتل عمر بن الخطاب وفي اختياره للخلافة
قصة تعرف بقصة الشورى وهي أنه لما طعن عمر بن الخطاب دعا ستة أشخاص من الصحابة وهم{علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان
وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله }وشرط أن يكون معهم ابنه عبد الله
وليس له شيء غير الشورى فاجتمعوا وتناجوا ثم ارتفعت أصواتهم فقال عبد اللّه بن عمر{ سبحان اللّه إن أمير المؤمنين لم يمت بعد}
فسمعها عمر فانتبه فقال{ ألا أعرضوا عن هذا أجمعين فإذا مت فتشاوروا ثلاثة أيام وليصل بالناس صهيب ولا يأتين اليوم الرابع
إلا وعليكم أمير منكم ويحضر عبد اللّه بن عمر مشيرا ولا شيء له من الأمر وطلحة شريككم في الأمر
فإن قدم في الأيام الثلاثة فأحضروه أمركم ومن لي بطلحة فقال سعد بن أبي وقاص أنا لك به ولا يخالف إن شاء اللّه
فقال عمر أرجو أن لا يخالف إن شاء اللّه وما أظن أن يلي إلا أحد هذين الرجلين علي وعثمان فإن ولي عثمان فرجل فيه لين
وإن ولي علي ففيه دعابة وأحر أن يحملهم على طريق الحق وإن تولوا سعدا فأهلها هو وإلا فليستعن به الوالي
فإني لم أعزله عن خيانة ولا ضعف. ونعم ذو الرأي عبد الرحمن بن عوف مسدد رشيد له من اللّه حافظ فاسمعوا إليه
وقال لأبي طلحة الأنصاري{ يا أبا طلحة إن اللّه عز وجل طالما أعز الإسلام بكم فاختر خمسين رجلا من الأنصار
فاستحث هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلا منهم}
وقال للمقداد بن الأسود{ إذا وضعتموني في حفرتي فاجمع هؤلاء الرهط في بيت حتى يختاروا رجلا منهم}
وقال لصهيب{ صل بالناس ثلاثة أيام وأدخل عليا وعثمان والزبير وسعدا وعبد الرحمن بن عوف وطلحة إن قدم وأحضر
عبد اللّه بن عمر ولا شيء له من الأمر وقم على رؤوسهم فإن اجتمع خمسة ورضوا رجلا وأبى واحد
فاشدخ رأسه أو اضرب رأسه بالسيف وإن اتفق أربعة فرضوا رجلا منهم وثلاثة رجلا منهم فحكموا عبد اللّه بن عمر
فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف واقتتلوا الباقين إن رغبوا عما عليه الناس
فخرجوا فقال علي لقوم كانوا معه من بني هاشم{ إن أطع فيكم قومكم لم يؤمنوا أبدا}
وتلقاه العباس فقال له علي{ عدلت عنا} فقال وما علمك فإن قرن بي عثمان وقال كونوا مع الأكثر
فإن رضي رجلان رجلا ورجلان رجلا فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن صهر عثمان
لا يختلفان فيوليها عبد الرحمن عثمان أو يوليها عثمان عبد الرحمن فلو كان الآخران معي لم ينفعاني بل إني لا أرجو إلا أحدهما
فقال العباس{لا أدفعك في شيء إلا رجعت إليّ مستأخرا بما أكره أشرت عليك عند وفاة رسول اللّه أن تسأله فيمن يلي هذا الأمر
فأبيت وأشرت عليك حين سماك عمر في الشورى أن لا تدخل معهم فأبيت احفظ عني واحدة كلما عرض عليك القوم
فقل لا إلا أن يولوك واحذر هؤلاء الرهط فإنهم لا يزالون يدفعوننا عن هذا الأمر حتى يقوم لنا به غيرهم
وأيم اللّه لا يناله إلا بشر لا ينفعه خير
فقال علي{ أما لئن بقي عثمان لأذكرنه ما أتى ولئن مات ليتداولنها بينهم ولئن فعلوا ليجدوني حيث يكرهون
والتفت فرأى أبا طلحة فكره مكانه فقال أبو طلحة{ لم ترع أبا الحسن}
فلما مات عمر وأخرجت جنازته تصدى علي وعثمان أيهما يصلي عليه فقال عبد الرحمن كلا كما يحب الأمرة لستما من هذا في شيء
هذا إلى صهيب استخلفه عمر يصلي بالناس ثلاثا حتى يجتمع الناس على إمام فصلى عليه صهيب
فلما دفن عمر جمع المقداد أهل الشورى في بيت المسور بن مخرمة ويقال في بيت المال ويقال في حجرة عائشة بإذنها
وهم خمسة معهم ابن عمر وطلحة غائب وأمروا أبا طلحة أن يحجبهم وجاء عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة
فجلسا بالباب فحصبهما سعد وأقامهما. وقال تريدان أن تقولا حضرنا وكنا في أهل الشورى
اجتمع أهل الشورى وكثر بينهم الكلام فقال أبو طلحة أنا كنت لأن تدافعوها أخوف مني لأن تنافسوها لا والذي ذهب بنفس عمر
لا أزيدكم على الأيام الثلاثة التي أمرتم ثم أجلس في بيتي فأنظر ماذا تصنعونليختاروا من بينهم خليفة
وذهب المدعوون إلى لقاء عمر إلا طلحة بن عبيد الله فقد كان في سفر وأوصاهم باختيار خليفة من بينهم في مدة أقصاها ثلاثة أيام
من وفاته حرصاً على وحدة المسلميـن بدأ عبد الرحمن بن عوف اتصالاته ومشاوراته فور انتهاء اجتماع المرشحين الستة
واستمرت مشاوراته واتصالاته ثلاثة أيام كاملة حتى فجر يوم الأربعاء الرابع من محرم وهو موعد انتهاء المهلة التي حددها لهم عمر
وبدأ عبد الرحمن بعلي بن أبي طالب فقال له{ إن لم أبايعك فأشر على فمن ترشح للخلافة}
قال علي{ عثمان بن عفان} وذهب عبد الرحمن إلى عثمان وقال له{ إن لم أبايعك فمن ترشيح للخلافة}
فقال عثمان{ علي بن أبي طالب }وذهب ابن عوف بعد ذلك إلى الصحابة الآخرين واستشارهم
وكان يشاور كل من يلقاه في المدينة من كبار الصحابة وأشرافهم ومن أمراء الأجناد ومن يأتي للمدينة
وشملت مشاورته النساء في خدورهن وقد أبدين رأيهن كما شملت الصبيان والعبيد في المدينة
وكانت نتيجة مشاورات عبد الرحمن بن عوف أن معظم المسلمين كانوا يشيرون بعثمان بن عفان
ومنهم من كان يشير بعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم
يذكر بعض المؤرخين أن بعض الصفات الإيجابية الموجودة في عثمان كالجود والكرم والحياء الشديد تصلح لمؤمن مثالي يستحق الجنة
وقد توفرت في الصحابي الجليل عثمان بن عفان الصفات القيادية التي مكنته من خوض غمار الفتوحات الإسلامية
بل وتطوير الترسانة العسكرية الإسلامية لتضم أول اسطول حربي مقاتل اثبت النجاعة الكاملة في حرب الصواري
لكن القرابة الأموية استغلت هذه الصفات لمصلحتها ومكانتها مقابل أجيال من الصحابة وغيرهم وجدوا أنفسهم بلا دور
مع الحاجة الماسة لأدوارهم في الدولة الشاسعة مما أدى إلى نشوء شيء من المعارضة الرمزية تطور فيما بعد وتفاقم
بدل مؤسسة الشورى التي كان من المفروض تأسيسها ليمارسون دوراً استشارياً لمساعدة عثمان في تولية الأمور
خاصة مع كبر عمر عثمان وكثر حجم الدولة يأخذ الشيعة على الخليفة عثمان أنه ولى الكثير من اقاربه على الأمصار
وتجاهل الصحابة الأحق وهذا كان السبب الأهم في مقتل عثمان بينما ينكر السنة أن يكون
عثمان ولى اقاربه من بني أمية ويقولون أن هؤلاء الولاة ولاهم عمر بن الخطاب في عهده