عبد الله بن عمربن الخطاب
المثابر الاواب راهب النوم
إنه الصحابي الكريم عبد الله بن عمر بن الخطابرضي الله عنه ولد بعد البعثة النبوية الشريفة بثلاث سنوات الخطاب الذى عاش من العمر خمسة
وثمانين عاما الذى دخل الاسلام وهو فى عمر الثالثة عشرة عاما حين صحب اباة الى غزوة بدر راجيا ان يكون لة بين المجاهدين مكان لولا
ان ردة الرسول الكريم لصغر سنة والذى صحب اباة فى هجرتة الى المدينة ونلقى نظرة على حياتة منذ دخولة الاسلام الى وفاتة سنجدة المثابر
الاواب الذى لا ينحرف عن نهج رسول الله وعلى نهج ابية امير المؤمنين عمر بن الخطاب ومن اهم صفاتة علمة وتواضعة واستقامة ضميرة
ونهجة ومثابرتة على العبادة وورعة وصدق استمساكة بالقدوة لقد تعلم فى مدرسة الرسول الكريم وتعليم من ابية امير المؤمنين عمر بن الخطاب
الكثير لقد احسن كابية الايمان بالله وبرسولة فينظر ابن عمر ماذا يفعل رسول الله فيفعل مثلة هنا مثلا كان يصلى رسول الله فيصلى ابن عمر فى
نفس المكان وهنا يدعوا الرسول قائما فيدعو بن عمر قائما وهنا نزل الرسول من فوق ظهر ناقتة وصلى ركعتين
فيفعل ابن عمر مثل ما كان يفعلة الرسول
ونرى ام المؤمنين { السيدة عائشة } تقول {ما كان لاحد يتبع اثار الرسول صلى الله علية وسلم فى منازلة كما كان يتبعة ابن عمر } وقد مضى
عمرة الطويل المبارك على هذا الولاء الوثيق حتى قد جاء على المسلمين كان صالحهم يدعو ويقول { اللهم ابق عبدالله بن عمر ما ابقتينى كى
اقتدى بة فانى لا اعلم احد على الامر الاول غيرة }
وكان ابن عمر اذا يروى الرسول حديثا الا اذا كان ذاكر حروفة حرفا حرفا وقال معاصروة لم يكن من اصحاب الرسول الكريم احد اشد حذرا
من الا يزيد فى حديث الرسول او ينقص منة من عبدالله بن عمر
وكان شديد الحذر والتحوط فى الفتيا ونرى هنا موقفة
{ جاء يوما سائل يستفتية فلما القى على ابن عمر سؤالة اجابة قائلا لا اعلم لى بما تسال عنة } وذهب الرجل الى سبيلة ولم يبتعد عنة كثيرا
وقال سئل ابن عمر عما لا يعلم فقال لا اعلم
وقد كانت وظيفة قاضى من ارفع المناصب فى الدولة كانت تضمن لشاغلها ثراء وجاها ومجدا ولكن هذا ابن عمر ما حاجة لة فى الثراء والجاة
والمجد وفى يوم دعاة الخليفة { عثمان بن عفان } رضى الله عنة وطلب ان يشغل منصب القضاة فاعتذر والح علية عثمان فثابر واعتذر
وسالة عثمان : اتعصينى ؟ فاجاب بن عمر وقال : كلا ولكن بلغنى ان القضاة ثلاثة
قاضى يقتضى بجهل فهو فى النار _ وقاضى يقتضى بهوى فهو فى النار _ وقاضى يجتهد ويصيب فهو كفاف لا وزر ولا اجر وانى لسائلك
بالله ان تعفينى } واعفاة الخلفية عثمان بن عفان بعد ان اخذ علية العهد بن لا يخبر عن هذا احد لعلمة بمكانة ابن عمر بين افئدة الناس وانة يخشى
اذا عرف الاتقياء اعتذارة عن القضاء يتابعونة
قد كان ابن عمر اخا اليل يقومة مصليا مستغفرا باكيا ولقد راى فى شبابة رؤىا فسرها الرسول تفسيرا جعل قيام اليل منتهى امال بن عمر ويقول
{ رايت على عهد رسول الله صلى الله علية وسلم كان بيدى قطعة استبرق وكانى لا اريد مكانا من الجنة الا طارت بة لية ورايت كان اثنين
اتيانى واراد ان يذهبا بى الى النار فتلقاهما ملك فقال لا ترع فخليا عنى } فقصت حفصة اختى على النبى رؤياى فقال الرسول الكريم
{نعم الرجل عبد الله لو كان يصلى من اليل فيكثر } ومن ذلك اليوم الى ان لقى ربة لم يدع قيام اليل فى حلة ولا فى ترحالة فكان يصلى ويتلو
القران ويذكر ربة كثيرا وكان كابية يبكى حين سماع ايات التعذيب والنذير فى القران ويقول { عبيد بن عمير } قرات يوما على عبدالله بن عمر
هذة الاية
{ فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض
ولا يكتمون حديثا } صدق الله العظيم فجعل بن عمر يبكى حتى نديت لحيتة من دموعة وجلس يوما بين اخوانة فقرا
{ ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون الا يظن اولئك انهم مبعثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس
لرب العالمين } ثم مضى يردد { يوم يقوم الناس لرب العالمين } ودموعة تسيل كالمطر حتى وقع من كثرة بكائة
وكان بن عمر تاجرا امينا ناجحا
طول حياتة وكان راتبة من بيت المال وفيرا ولكنة لم يدخر هذا العطاء لنفسة وكان يرسلة على الفقراء والمساكين والسائلين
وننظر الى هنا ويروى لنا { ايوب بن وائل الراسبى } ويقول قد جاء ابن عمر فى يوم اربعة الاف درهم وفى اليوم التالى رائيتة يشترى
لراحلتة علفا دينا فذهبت الى اهل بيتة وسالهم اليس قد اتى لابى عبد الرحمن يعنى ابن عمر اربعة الاف درهم قالوا نعم قال فانى رائيتة اليوم
فالسوق يشترى علفا لراحلتة ولا يجد معة ثمنها قالوا انة لم يبت بالامس حتى فرقها جميعا فخرجت من عندها اضرب كفا على كف حتى ذهبت
الى السوق واخذت مكانا عاليا وصاحت فى الناس وقولت { يا معشر التجار ما تصنعون بالدنيا وهذا ابن عمر تاتية الاف الراهم فيوزعها ثم
يصبح فيستدين علفا لراحلتة } الا ان كان محمد استاذة وعمر اباة لعظيم
وموقف اخر لة : فى يوم اهداة صديقة وعاء مملوء وسالة ابن عمر ما هذا قال لة هذا دواء جئتك بة من العراق قال ابن عمر : وماذا يطيب
هذا الدواء ؟ قالة لة : يهضم الطعام .. وابتسم ابن عمر وقال لصاحبة يهضم الطعام انى لم اشبه من طعام قط منذ اربعين عاما }
يقول الحسن رضى الله عنة { لما قتل عثمان بن عفان قالوا لعبدالله بن عمر انك لسيد الناس وابن سيد الناس فاخرج نبايع لك الناس قال :انى
والله لئن استطعت لا يهراق بسببى محجبة دم قالوا لتخرجن او لنقتلنك على فراشك فاعاد عليهم قولة الاول فاطمعوة واخوفوة فما استقبلوا منة
شيئا } وكانت الفتن تكثر وكانوا يروا فى ابن عمر الامل فيلح الناس علية كى يقبل منصب الخلافة وياتوا لة بالبيعة ولكنة كان دائما يرفض وبعد
ذلك استقر الامر لمعاوية ومن بعدة ابنة يزيد ثم ترك معاوية الثانى ابن يزيد الخلافة زاهدا فيها بعد ابام من توليها حتى فى ذلك اليوم وابن عمر
شيخ كبير مسن كان لا يزال امل الناس وامل الخلافة وذهب الية { مروان } وقال لة { هلم يدك نبايع لك فانك سيد العرب وابن سيدها قال
ابن عمر كيف نصنع باهل المشرق قال مروان : نضربهم حتى يبايعوا . قال ابن عمر : والله ما احب انها تكون لى سبعين عاما ويقتل بسببى
رجل واحد } فانصرف مروان عنة
وفاتة
مات بن عمر وهو مثل ابية فى الفضل وكانوا يقول الناس { كان عمر فى زمن فية نظراء وكان ابن عمر فى زمن ليس فية من نظير }
فى العام الثالث والسبعين من الهجرة مالت الشمس للمغيب ورفعت احدى السفن الابدية مراسيها مبحرة الى العالم الاخر والرفيق الاعلى حاملة
جثمان اخر ممثل لايام الوحى فى مكة والمدينة عبدالله بن عمر بن الخطاب