يا صاحبي : اني لست على ما يبدو لك مني، فما مظهري سوى رداء دقيق الصنع محوك من خيوط التساهل والحسنى، ألتف به ليدرأ عني تطفلك ويقيك من اهمالي وتغافلي. وأما ذاتي الخفية الكبرى التي أدعوها أنا فسر غامض مكنون في أعماق سكون نفسي ولا يدركه أحد سواي ، وهنالك سيبقى أبدآ غامضآ مسترآ.
يا صاحبي: اني أود أن لا تصدق ما أقول وأن لا تثق بما أفعل، لأن أقوالي ليست سوى صدى لأفكارك، وأفعالي ليست سوى أشباح آمالك.
يا صاحبي: عندما تقول لي : ان الريح تهب شرقآ أجيبك على الفور قائلا: نعم انها تهب شرقا لأني لا اريد أن يخطر لك أن أفكاري السابحةمع أمواج البحر لا تستطيع أن تحلق طائرة على متون الرياح. أما انت فقد مزقت الأرياح نسيج أفكارك القديمة البالية فيت قاصرا عن ادراك أفكاري العميقة المرفرفة فوق البحار. وحسن أنك لم تدرك كنهها لأني أريد أن أمشي ألبحر وحدي.
يا صاحبي: عندما تبزغ شمس نهارك تدنو ظلمة ليلي، ومع ذالك فأني أحدثك من وراء تحدثه في رقصها من الظلال الظليلة المنسابة الى الأودية والحقول. أحدثك عن كل ذالك لأنك لا تستطيع أن تسمع أناشيد ظلمتي ولا أن ترى خفقان جناحي بين الكواكب والنجوم. وما أحلى أنك لا تسمع ولا ترى خفقان جناحي بين الكواكب والنجوم. وما أحلى أنك لا تسمع ولا ترى ذالك لأني أوثر أن أسامر الليل وحدي.
يا صاحبي: عندما تصعد الى سمائك أهبط ألى جحيمي. ومع أنه تفصلني عنك هوة لا يستطاع عبورها تظل تناديني قائلآ : يا رفيقي، يا صاحبي. فأجيبك : يا رفيقي يا صاحبي، لأني لا اريد أن ترى جحيمي، فأن لهيبه يحرق باصرتيك ودخانه يسد منخريك. أما أنا فأني أضن بجحيمي ان يزورها من كان على شاكلتك، لأني افضل ان اكون في جحيمي وحدي.
يا صاحبي: انك تقول انك تعشق الحق والفضيلة والجمال، وأنا أقول مقتديآ بك انه يليق بالأنسان ان يعشق مثل هذه المناقب، غير أني أضحك من محبتك في قلبي ساترآ ضحكي عنك لأنني أريد أن أضحك وحدي.
يا صاحبي: انك رجل فاضل متيقظ حكيم، بل انك رجل كامل. ولذالك فاني ضنا بكرامتك اخاطبك بحكمة وتيقظ. ولكني مجنون منجذب عن العالم الذي تقطنه انت الى عالم غريب بعيد واني أستر عن جنوني لأني أود أن أكون مجنونآ وحدي.
أنت لست بصاحبي، يا صاح!! ولكن كيف السبيل لأقناعك فتفقه وتفهم؟؟ أن طريقي غير طريقك ولكننا نمشي معآ جنبآ الى جنب