مصر تشهد حالة استنفار غير مسبوقة بعد الاعتداء على الكنيسة في الإسكندرية 
القساوسة الأقباط يواسون ابن فوزي بخيت الذي توفى إثر الانفجار الذي تعرضت له كنيسة القديسين. رويترز/أسماء وجيه.
|
لا تزال مدينة الإسكندرية بشكل خاص ومصر بشكل عام تحاول النهوض من صدمة
الانفج الذي أودى بحياة 23 شخصا على الأقل ليلة رأس السنة أثناء خروجهم من كنيسة القديسين بالإسكندرية.
وتشهد جميع المحافظات المصرية حالة استنفار غير مسبوقة لحماية جميع الأديرة والكنائس.
وقد أعلنت الشرطة يوم الاثنين 2 يناير/كانون الثاني، أن الانتحاري كان يعتزم تفجير العبوة الناسفة داخل الكنيسة لقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص. وقيل إن المحققين قد عثروا في موقع الحادث على أشلاء يُعتقد أنها للانتحاري الذي نفذ عملية التفجير.
وأكد المحلل العسكري، اللواء المتقاعد عبد الجليل حسين، أنه "منذ أن بدأت وسائل الإعلام في تناقل الصور ومقاطع الفيديو الأولى لموقع الجريمة، بدا واضحا وخلافا لما ذكر، أن الانفجار وقع بفعل مهاجم انتحاري مفخخ بعبوة ناسفة وليس سيارة مفخخة".
وأكد حسين أن الأسلوب الذي نُفذ من خلاله الاعتداء يشبه تماما وفي أدق تفاصيله الاعتداءات التي ينفذها تنظيم القاعدة في العراق، مشيرا إلى الدمار الذي حدث وطريقة تناثر الأشلاء.
وأشار إلى أنه "من المؤكد أن المُنفذ تلقى تدريباته خارج مصر، إذ إن الجماعات الإسلامية المصرية التي تكن العداء للحكومة المصرية ونفذت سابقا بعض الاعتداءات ضد الأقباط، لا تعتمد هذا النوع من الإجرام، بل تعتمد تكتيك المواجهة الفعلية عبر إطلاق النار من الأسلحة النارية وتعمد الإصابات المباشرة والانكفاء بعد الهجوم".
وفي الإسكندرية أكد ملحم الجالي من مكتب المحافظة، "إن القوى الأمنية لا تزال تنفذ خطتها التي بدأت منذ الهجوم، حيث يتم الانتشار تقريبا في كل الشوارع التي تحتوي على كنائس، أو الشوارع التي تمثل تماسا بين المسلمين والأقباط منعا لأي احتكاك بين الطرفين بسبب فورات الغضب الذي جاء كرد فعل بعد الانفجار".
كما أكد أن "القوى الأمنية أجرت عمليات مداهمة واسعة لجميع الشقق المفروشة في المدينة للتأكد من هويات ساكنيها، حيث تم التركيز على بعض الأشخاص من الذين يدرسون علوم الشريعة، خصوصا أصحاب الجنسيات الأفغانية والباكستانية، وتم فعلا القبض على أربعة أشخاص يحملون الجنسية الباكستانية".
وقال الجالي "إن الفرق الطبية عثرت بالفعل على أشلاء لجثة شخص غير مصري بين الأشلاء التي عُثر عليها في موقع الانفجار.
ويسعى الآن العديد من القادة في مجال السياسة والدين إلى منع الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط، في حين وجه البابا شنودة انتقادا عنيفا إلى بعض الأقباط الذين يطلقون الهتافات المعادية للدولة والمسلمين، واصفا إياهم بأنهم من أصحاب المصالح الخاصة.
ويرى الإعلامي والصحافي وائل الإبراشي، رئيس تحرير صحيفة صوت الأمة ومقدم برنامج الحقيقة المتخصص بالملفات الساخنة، وخصوصا علاقة الأقباط بالمسلمين أن الخطير حاليا هو مدى تأثير الانفجار على العلاقة بين المسلمين والأقباط.
وأشار إلى أن حالة العداء الحالية لها جذورها "بسبب أخطاء الطرفين، بالإضافة إلى الأخطاء الرسمية في المعالجات الماضية، وتحويل كل المشاكل بين المسلمين والأقباط إلى قضايا أمن دولة، بينما كان من الأجدر تحويلها إلى المؤسسات السياسية والروحية والاجتماعية لوضع الحلول الجذرية".
وأضاف الإبراشي "رغم عدم التأكد من صحة البيانات التي انتشرت على الإنترنت، لكني لا أستبعد تورط القاعدة في العملية بسبب الأسلوب والأهداف والتهديدات السابقة، التي تشكل كلها خطوطا متوازية تؤدي إلى تضييق دائرة الاتهام وحصرها في هذه المجموعات الإرهابية".
