اخواني الأعزاء, السلام عليكم ورحمة الله,
اخترت لكم بعض من نبوءات الرسول صلى الله عليه وسلم لاحداث مستقبلية.
نفعني الله واياكم بها
1- إخبارُه عن موت النجاشي في أرض الحبشة في يوم وفاته، وهذا خبر يستغرق وصوله أكثر من شهر يوم ذاك ، فقد روى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه ، خرج إلى المصلى، فصف بهم، وكبر أربعاً).( البخاري ح (1254 ).
2- تنبؤه صلى الله عليه وسلم بنصر بدر في وقت كان المسلمون يعانون في مكة صنوف الاضطهاد ؛ وفي وسط هذا البلاء نزل على النبي عليه الصلاة والسلام قوله تعالى: أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) (سورة القمر).
فقال عمر بن الخطاب [أي في نفسه] : أي جمع يهزم؟ أي جمع يُغلَب؟ فلما كان يوم بدر رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يثِب في الدرع، وهو يقول (سيهزم الجمع ويولون الدبر) فعرفت تأويلها يومئذ.( تفسير ابن كثير (4/266).فهذه الآية نزلت قبل الهجرة بسنوات تتحدث عن غزوة بدر، واندحار المشركين فيها، وتتنبأ بهزيمتهم وفلول جمعهم.
وقبيل معركة بدر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم اقتراب تحقق الوعد القديم الذي وعده الله، فقام إلى العريش يدعو ربه ويناجيه: ((اللهم إني أنشِدُك عهدَك ووعدَك، اللهم إن شئت لم تُعبَد بعدَ اليوم))...
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عريشه، وهو يقول بل الساعة موعدهم سيهزم الجمع ويولون الدبر والساعة أدهى وأمر .( البخاري ح (2915).)
وكان في اليوم السابق ليوم بدر ، جعل رسول الله يتفقد أرض المعركة المرتقبة، ويشير إلى مواضع مقتل المشركين فيها، ويقول : ((هذا مصرع فلان)) قال أنس: ويضع يده على الأرض هاهنا هاهنا. قال أنس: فما ماطَ أحدهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم .( مسلم ح (1779))
3- إخبارُه عن شهادة عمرَ وعثمانَ وعلي، رضي الله عنهم أجمعين، فقد أخبر أن موتهم سيكون شهادة،.
فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراءٍ هو وأبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ وعليُ وطلحةُ والزبيرُ، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اهدأ، فما عليك إلا نبيٌ أو صديقٌ أو شهيد)).( مسلم ح (2417).) فشهد لنفسه بالنبوة، ولأبي بكر بالصديقية، ولعثمانَ وعليَ وطلحةَ بالشهادة ، وهو أمر غيب لا يعلمه أحد إلا الله تبارك وتعالى.
وكما أخبر النبي عثمانَ بشهادته، فقد أخبره أنها ستكون في فتنة طلب منه أن يصبر عليها، فقد جاء في صحيح البخاري أن أبا موسى الأشعري جلس مع النبي صلى الله عليه وسلم على بئر أريس في حائط من حيطان المدينة .يقول أبو موسى : فجاء إنسان يحرك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عثمانُ بن عفان. فقلت: على رسْلك، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: ((ائذن له ، وبشره بالجنة على بلوى تصيبه)).
يقول أبو موسى: فجئتُه، فقلت له: ادخل، وبشّرك رسول الله بالجنة على بلوى تصيبُك.( البخاري ح (3674).
4- أخبار الصحابة بأن أول الفتن خروج المنافقين على عثمان بن عفان رضي الله عنه وطلب نزعه من الخلافة ثم قتله ، وقد أخبر النبي عثمان ببعض معالم هذه الفتنة فقال له: ((يا عثمانُ، إنه لعل الله يقمّصُك قميصاً، فإن أرادوك على خلعه، فلا تخلعه لهم )).( الترمذي ح (3705)، وأحمد في المسند ح (24639)) .
قال المباركفوري: "يعني إن قصدوا عزلك عن الخلافة، فلا تعزل نفسك عنها لأجلهم لكونك على الحقّ، وكونهم على الباطل , فلهذا الحديث كان عُثمانُ ما عزل نفسهُ حين حاصرُوهُ يوم الدّار ".(تحفة الأحوذي (10/137).
5- أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام بمقتل عمار بن ياسر في فتنة تقع بين المسلمين فقد رآه النبي عليه الصلاة والسلام عند بناء مسجده يحمل لبِنَتين لبنتين فيما كان الصحابة يحملون لبِنة لبِنة، فجعل عليه الصلاة والسلام ينفض التراب عنه، ويقول: ((ويح عمار، تقتلُه الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ، ويدعونه إلى النار))، قال أبو سعيد: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن. (رواه البخاري ح (428)، ومسلم (5192) واللفظ للبخاري)
قال النووي في شرحه للحديث : " وفيه معجزة ظاهرة لرسول الله من أوجه : منها أن عمارًا يموت قتيلًا , وأنه يقتله مسلمون , وأنهم بغاةٌ , وأن الصحابة يقاتِلون , وأنهم يكونون فِرقتين : باغية , وغيرها, وكل هذا قد وقع مثل فلق الصبح , صلى الله وسلم على رسوله الذي لا ينطق عن الهوى , إن هو إلا وحي يوحى". شرح النووي (8/40).
وقد قتِل عمارُ في جيش علي سنة سبع وثلاثين للهجرة النبوية