وحدي اهيم اليوم في صحرائي .......

وحدي أهيم اليوم في صحرائي والحب أطلال تلوح ورائي
للوهلة الأولى برحلة تائهٍ وقع رهيب مرعب الأصداء
لكنها بدأت وما من عودةٍ لايرجع الأموات للأحياء
مات الهوى عندي وأصبح ماضياً ذكرى لعهد سعادتي وشقائي
بيدي أدفنه وأمضي صامتاً متذرعاً بالبسمة الصفراء
لالن يرى الأعداء دمعة مقلتي فالدمع صار اليوم من أعدائي
حتى عزاء الأصدقاء أرده في صمتهم عند اللقاء عزائي
مات الهوى والميت ليس يفيده دمع المحب ولو جرى كالماء
حتى على الأطلال لست بواقفٍ أبكي الحبيب كعادة الشعراء
ماضٍ أنا فوق الرمال لواحةٍ تعلو عليها رايتي ولوائي
لأُعيد مجداً بالدماء بنيته والمجد لايبنى بغير دماء
ماضٍ أنا لاالحزن يثقل خطوتي كلا وما للميِّتين رثائي
ودعتُ حين مشيتُ أول خطوةٍ في هذه الصحراءِ عهد بكائي
لادمع بعد اليوم في عيني ولا شجنٌ حزينٌ يستثير غنائي
لكنني قبل ابتعادي راحلاً عن أرض من أحببت ذات مساءِ
لي كلمةٌ سأقولها ببساطةٍ لن أستعير فصاحة الخطباءِ
يامن أفارقه وأعلم أنني بفراقه لاألتقي بهنائي
أنت الذي ضيَّعتني وتركتني للتيه في الصحراء والظلماءِ
كل الجسور قطعتها مابيننا وتصرُّ أنك قادم للقائي
أين اللقاء أفي سرابِ خيالنا وهل السرابُ سوى توهُّم رائي؟
إن لم تجمعنا الحقيقة فالهوى وهمٌ وليس الوهم من أهوائي
ماذا تركتَ لعودتي ومراكبي أَغرَقتَها في موج بحر جفاءِ
لالن أعودَ وهامتي لن تنحني أنا لن أكون أنا بغير إبائي
حتى فؤادي لن أُخلفه هنا مع أنه يهتز في أحشائي
قلبي الذي أعطيته لك مرةً فخذلته متنكراً لعطائي
سأجره جراً وأقسم لو أبى لاعتضت عنه بصخرة صماء
قف لحظةً قبل التنائي مصغياً فعليك جاء الدور للإصغاءِ
أَتحبني؟ لالاتقلها فالهوى ما كان مثل تملك الأشياءِ
أَتحبني؟ وهل المحبة غيرُ أن نعطي بدون ترقبٍ لجزاءِ
أَتحبني وترى بأني مخطئٌ؟ عين المحبة لاترى أخطائي
لم تُبقِ لي بعض الرجاء فكيف لي أن أستمر بغير بعض رجاءِ؟
غيم الأسى مااحتل يوماً مهجتي واليوم غيم اليأس حل سمائي؟
أنا مخطئٌ؟ أم كان بي داءٌ فلم تصف الدواء لكي يتم شفائي؟
حسنٌ...وماذا بعد؟ غير فراقنا؟ لن تعجز الصحراء عن إيوائي
في رملها دفءُ الوفاء ولاأرى إني فقدت مع الضياع وفائي
فإذا سمعتُ نداء عودتنا فقد أهتز مثل الغصن في الأنواء
لكنني لن أستجيب فمالنا بعد هذا اليوم يوم لقاءِ
لا...لن أعود قضاء ربي هكذا وأنا أسلم راضياً بقضائي
اليوم أرحل دون زادٍ عالماً بالجوع دون مجاهل البيداءِ
فلعلني أجد الصفاء للحظةٍ في البعد عمن كان نبع صفائي
أرجوك لاتذرف دموع توسلٍ إن الدموع تشل لي أعضائي
ورد الهوى ميتٌ وليس يفيده مطرٌ خريفيٌّ وغيث شتاءِ
إني أُقرُّ بأن قصتنا انتهت فاقرأ بآخر صفحةٍ إمضائي



أتمنى ان تنال على اعجابكم